الجمعة، 20 يوليو 2012

البوح الجميل في حضرة الشهر الفضيل .. البوح الأول ..؟؟





قررت مسبقا قبل حضور هذا الشهر الكريم
أن أكتب الكثير مما أعرفه في الدين بطريقتي المعهودة
كي لا يحاسبني الله على علم قد ينفع ولكن لا يضرّ أبداً ..؟؟
اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما
وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه
واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين. اللهم آمين
هل تعرف كيف تقرأ القرآن .. ؟؟
سؤال يتبادر للجميع وله ألف اجابة واجابة من فقهاء الدين وعلماء التحفيظ
ولكن لا أتكلم عن حركات المدّ والادغام ولا على من وهبه الله جمال الصوت
ولا أتكلم عن من يقرأ القرآن هذراّ ولا عمنّ يحفظه في قلبه وعقله غيباً .
وسؤالي لا يتوقف عند الحواس التي نستخدمها كي نقرأ القرآن بالشكل الصحيح
فكلنا نمسك الكتاب الكريم بايدينا ونقلبّ صفحاته كما نقلبّ جريدة في أول الصباح
وبعضنا يقرأ سريعا وبعضنا يقرأ بطيئاً وبعضنا لا يراعي حركات التشكيل
وأكثرنا في الغالب يتحرك فيه اللسان ولا يتحرك في داخله شيء أبدا ..؟؟
أول أمر الهي كان من السماء ونزل على رسولنا الكريم ابتدئ بكلمة اقرأ ..؟؟
” اقرأ باسم ربك الذي خلق “
رغم ان الرسول عليه الصلاة والسلام أميّ لا يعرف القراءة ولا الكتابة
فكيف يطلب الله عز وجل من رسوله الكريم فعل المستحيل وهو أعلم بمن خلقّ
سؤال بديهي يطرحه أي انسان مهما كانت ديانته و ايمانه والحاده وكفره
أليس غريبا أن يمارس الله على رسوله الاعجاز في بداية الدعوة
أليس من المنطقي أن يبتدئ الله أمره بكلمة ” قلّ ” أو ” تكلم “
كون الرسول لن يقرأ ولن يكتب فكان الاجدى ان يأمره الله بالكلام
وكان من المنطقي أن يتكلم الرسول بما أخبره الله وعلمه اياه
ومن البديهي ان يكون اول أمر الهي لرجلّ أميّ أن يكون قلّ أو تكلمّ…؟؟
وقد ذكر الله عز وجل في كتابه الكريم الكثير من الاوامر التي تبتدئ بكلمة قلّ
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص : 1]
قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ [الملك : 29]
قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ [الملك : 24]
أما المنطق والبديهيات التي تنداولها كبشر فهي لا تنطبق على رب البشر
لأننا كبشر عاجزون عن فهم كلام بعضنا وتأويله حسب مقتضيات فكرنا
فما بالكم أن نفهم كلام الله عز وجلّ برغم كل التفسيرات الجميلة للآية
وهنا لا أريد أن أفسرّ ولا أن أقوم بالتأويل فلا أنا عالم لغة ولا عالم فقه
كل ما احاول ان أفعله هو بوح بسيط ودافئ لشيء لا نشعر به أبدا
لمسته يوما في قراءاتي المتعمقة في الدين الجميل والحنيف
حين يقول لك احدهم اقرأ فأنت تنتظر شيء مكتوب كي تقرأه
وحين يعطيك ورقة ما او كتاب ما فأنت تنتظر ان تجد كلاما تقرأه
فماذا يحدث لو أن الورقة كانت بيضاء نقية لاشيء فيها
ماذا يحدث لو ان الشي المكتوب فيه كان بلغة لا تعرفها
حينها لن تقرأ لأنك غير قادرة على قراءة شيء غير موجود
حينها لن تقرأ لانك لا تعرف هذه الرسوم أو الحروف
فهذا يعني أنك إذن لست بقارئ …؟؟
هل وصلت الفكرة التي اريد ايصالها بشكل واضح
هل علمت لما الرسول قال لسيدنا جبريل لست بقارئ
وحين أعاد عليه الطلب مرتين وثلاث قال له الرسول لست بقارئ
حينها قال له سيدنا جبريل اقرأ باسم ربك الذي خلق
وكأنه أعطاه مفتاح السر والكلمة السحرية كي يصبح قارئ ..؟؟
فأنت حين تتعلم الحروف الهيروغلوفية مثلا
ستكون قادر على قراءة حجر الرشيد في وقتها
وحين تعرف ان المكتوب في الورقة البيضاء النقية
مكتوب بالحبر السري فأنت تحتاج الى مادة لاظهارها
وحين تقف أمام مغارة علي بابا مثلا فأنت تحتاج الى كلمة أفتح يا سمسم
وكلمة السر التي فتحت الأسرار أمام رسولنا الأميّ الكريم
هي كلمة باسم ربك الذي خلق
حينها رأى الرسول آيات الله كلها مكتوبة بلغة لا نعرفها
حينها رأى ملكوت الرب في أرضه وسمائه وعرشه وعليائه
حينها انتفض الرسول مما رأى وارتعد وارتجف وارتعش
وركض الى حضن أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها وأرضاها
صارخا… دثّروني دثرّوني .. زمّلوني زمّلوني …؟؟
نحن نقرأ القرآن للأسف وكأننا نقرأ مجلة أو صحيفة
مجرد حروف تتراقص على الألسن كي تشكل جملة مفيدة
ونحن لم نجربّ يوما أن نقرأ القرآن بقلوبنا النقية
ألم يقل الله تعالي في كتابه العزيز
أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا [محمد : 24]
فالقرآن ليس للعقل وليس غذاء له ولا منشط لخلاياه
القرآن للقلب فقط فهو المكان الوحيد الذي يستوعبه
وإلا ما كان أكبر العباقرة في التاريخ ملحدون او كافرون
وليس كل ذي عقل ينفعه عقله في قراءة القرآن
فالعقل مكان للعلم وحجة على كل ذي عقل
وكل من يقرأ القرآن بتدبر وبتأنّي سينتبه من طرف خفيّ
انه كلما ذكر الله العلم الذي يشمل الأرض والسماء
وقوانين الطبيعة وتدابير الحياة وتصاريف الحياة
سيجد ان الله يخاطب عباده كلهم بكلمة ” أفلا تعقلون “
والقرآن يذخر بشواهد كثيرة أذكر لكم منها ما يختصرها بالآية الكريمة
إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ
وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاء
فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ
الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ [البقرة : 164]
حين تقرأ القرآن .. تذكرّ أن هذا الكلام هو كلام رب العالمين
ليس كلام كاتب جميل ولا عبقري عظيم ولا شاعر لبيب
وليس كلام فيلسوف ولا جهبذة ولا فلتة من فلتات زمانه
هذا كلام الله الذي خلق الانسان من علق
اقرأ بقلبك وليس بلسانك ولا عقلك
أترك قلبك يشرب الكلام ويرتوي منه حتى يقطر فهماً لكل ما قاله الله عزوجل
أترك قلبك يشعر بكل كلمة ويهتزّ لكل حرف ويرتجف عند كل أمر ونهيّ
لا تترك قلبك غائبا في الوقت الذي ترتلّ القرآن فيه مثل الببغاء
فالكلام الذي لن يلمس القلب لن تجد له صدى في عقلك
وكلام الله لا يحتاج الى مفسرين ولا مأولين ولا علماء
يحتاج فقط الى قلب صادق وطاهر ونقي
حينها ستتفجرّ الأنوار من قلبك دون أن تدري
فقد قرأ الرسول القرآن على أصحابه رضي الله عنهم
دون أن يفسر لهم المعاني ولا يشرح لهم المفردات
فقد كان يلمس قلوبهم قبل عقولهم ويحتلّ صدورهم قبل رؤوسهم
وهذه شهادة من الوليد بن المغيرة سيد بنى مخزوم ، صاحب العقل الراجح
والفكر الناضج وله بين عشيرته مكانة مرموقة
ولما علم بخبر النبي” صلى الله عليه وسلم “قرر الذهاب إلى رسول الله بنفسه
يسمع منه القرآن ويقف على حقيقة الأمر بنفسه وحين سمع ما قاله الرسول عاد لقومه يقول لهم
” والله لقد سمعت من محدمنًا كلامًا ماهو من كلام الإنس ولا من كلام الجن
وإن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وإنه يعلو ولا يعلى عليه “
\
/
على حافة الافطار
من المؤسف جدا حين تجد كثير من جمهور المسلمين
يختمون القرآن مرتين وثلاث وعشر مرات في رمضان
وتجدهم حتى الآن لا يعرفون معنى كلمة الصمدّ في قول الله
” قل هو الله أحد الله الصمدّ لمّ يلدّ ولم يولدّ ولمّ يكنّ له كفواً أحدّ “
صدق الله العظيم


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شاركني برأيك .. ودعني اسمع صوتك