الثلاثاء، 31 يوليو 2012

لبيكِ يا اسرائيل .. وطوافنا حولكِ صدقيني قليل ..؟؟



لبيكِ يا اسرائيل 
لا نحصي لك ثناء ولا عددّ
نطوف حول الكعبة ونصلي أيام الأحدّ 
وندعو ربنا أن يزيدك بفضله وكرمه مددّ مددّ
فأنتِ شعب الله المختار ونحن الشعب الذي كفر وجحدّ ..؟؟

لبيكِ يا اسرائيل
اضحكي وارقصي على أمة العربّ
اضحكي على من باعوا ربهم في جلسة طرب 
اضحكي على ربيع ثوراتهم التي تدعو للسخرية والعجب 
اضحكي على أمة باعت رسولها في السوق لأجلّ حمّالة الحطبّ ..؟؟

لبيكِ اسرائيل 
وأفرحي وأرقصي وأقيمي حفلة على شرف الثوار
ثوار باعوا شرفهم باسم الحرية واشتروا الخيانة بالدرهم والدينار
ثوار دمروا بلدهم وقتلوا شعبهم وحطموا وطنهم تحت ألف شعار وشعار
ثوار شربوا دم أخوهم واغتصبوا أختهم وبصقوا على أمهمّ ثم قالوا نحن أحرار ..؟؟

لبيكِ اسرائيل
اهدمي المسجد الأقصى وابني معبد سليمان 
اقتلي الشعب الفلسطيني ولا تسألي عن الانسان
أتظني سيثور العرب عليكِ وسينتفضوا على هذا العدوان
أضحكتني ..فأي أمة تثور عليكِ وهي مغموسة في العار والذلّ والهوان ..؟؟

لبيكِ اسرئيل
ها هم العرب يكملوا عنكِ مشوار القتل والتدمير
السودان بلدين واليمن عصبتين وتونس يحكمها بهلول أجير
والبحرين قتلوها ومصر سرقوها وسورية يريدونها بلد الطائفية والتكفير
فاركبي ظهورنا ولا تخجلي .. فما عاد هناك فرق بين شعوب العرب وبين الحمير ...؟؟

بلال فوراني


الاثنين، 30 يوليو 2012

الكتاب المنشور ... والسرّ المستور ...؟؟



اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم
 اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما
وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه
 واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
 وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين. اللهم آمين 


كثيرا ما تساءلت عن سر هذا الكتاب المنشور الذي لا يترك صغيرة ولا كبيرة 
ولا يترك شاردة ولا واردة .. ولا فكرة ولا غفوة إلا أتى بها وأحصاها 
ويجعلني أتلاطم في سر هذا الكتاب الذي يفضحنا ويعرينا أمام الله تعالى 
ويأتي بأدق الاشياء التي فعلناها والأمور التي ارتكبناها والمشاعر التي مارسناها
وينشر لنا كل أعمالنا في الحياة الدنيا .. ولا يغادر صغائر الأمور ولا كبيرها

قال الله تعالى
وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ 
يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا 
وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً [الكهف : 49]

وفي آية أخرى يخبرنا الله تعالى أن لدينا ملائكة تكتب كل ما نفعله
وكأنهم حراسّ على حركاتنا وأنفاسنا وأفكارنا ووسوسة صدورنا 
حتى ما نخفيه في قلوبنا وما نظهره في العلن يكتبونه بكل دقة
فقال الله تعالى 
أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم 
بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ [الزخرف : 80]
تلك هي لجنة الرقابة التي تراقب أفعالنا وحركاتنا 
وتسجلّ كل نفسّ نأخذه وكل زفرة نزفرها
وهم ملائكة لا يرتشون ولا يكذبون ولا يمارون
ولا يقعوا فريسة الاغراءات ولا الأهواء الشخصية
مهمتهم فقط تسجيل كل حركة وكل نفس وكل خاطر وكل كلمة
بكل ثانية يقضيها الانسان في الحياة بدون نقص أو زيادة 
فقال الله تعالى
مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ [قـ : 18]

اذن هذا الكتاب المنشور يوم القيامة هو ما يكتب فيه هؤلاء الملائكة المراقبين
ولكن كيف يكتبون وبأي طريقة يسجلون هذه التفاصيل الدقيقة عن حياتنا
وما نوع هذا الكتاب وما عدد صفحاته وكم سطرا فيه وكم كلمة فيه 
فهذا أمر خارج عن اطار ادراكنا .. وهو غيب لا يعلمه إلا الله تعالى
كل ما نستطيع الوصول اليه بفهمنا المتواضع هو كنه هذا الكتاب
وطبيعة هذا الكتاب وعمل هذا الكتاب وماذا يحتوي هذا الكتاب
قال الله تعالى
وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ 
يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً [الإسراء : 13]

ثم تبدئ رحلة الغوص في كلام الرسول عليه الصلاة والسلام في هذا الأمر
قال الرسول "رفع القلم عن ثلاثة عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يبلغ، وعن المجنون حتى يعقل"
اذن استثنى رسول الله ثلاثة أنواع من البشر تتوقف لجنة المراقبة عن كتابة أي شيء في حالتهم
ولا يستأنفون الكتابة إلا حين يحققوا شروط صحة الكتابة لكل حالة على حدا لوحدها
وهنا اتسائل لما هؤلاء الثلاثة الذي استثناهم الرسول من المحاسبة ومالذي يجمعهم مع بعض..؟؟
وتشرق في نفسي اجابة تقول

النائم لا يدرك أي شيء وعقله غائب عنه لأن النوم هو وفاة مؤقتة أو وفاة صغرى
قال الله تعالى في كتابه العزيز
اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ 
وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [الزمر : 42]
فالنوم هو رحلة مؤقتة لمغادرة الروح هذا الجسد الطيني وسفرها الى بارئها 
فالتي قضي الله عليها الموت يقبضها والتي لم يزل لها عمر في الأرض يرسلها
وهذه لطيفة مهمة جدا جدا جدا في كلام الله تعالى حين ربط الرسول رفع القلم عن النائم
وحين أعلمنا الله ان النوم هو وفاة مؤقتة لأن الروح تغادر الجسد 
وكأننا أمام سر الهي يقول بأن الروح هي مستودع لما يكتب الملكين ..؟؟

الطفل لا يقع تحت مسؤولية المحاسبة إلا حين يحتلم ويصير في عمر البلوغ 
لأنه حين يبلغ يكون قادرا على التناسل وهي أول خطوة في عمار الأرض 
ويستوجب عليه التكليف في الأرض كما استخلف الله سيدنا آدم على الأرض
لأنه في هذا العمر يبدأ التفكير ويبدأ التخطيط ويتفتح الوعي على أمور كثيرة
ويستطيع أن يحكم بين الصح والخطأ في أولى خطواته وأن يتخذ قراراته
وأن يتحمل نتائج أفعاله وها ما نسميه في علم الاجتماع مرحلة المراهقة 

المجنون هو الذي يملك عقلا ولكن لا يعرف كيف يستخدمه 
وغياب العقل هو الذريعة التي تحججّ بها الرسول لرفع القلم عن المجنون
لأن العقل هو مركز التفكير واتخاذ القرارات والتفريق بين الصح والخطأ
وحين يكون الانسان عاجزا عن استخدام عقله فهو غيرّ مكلف ولا يحاسب 
انما العبرة في العقل فاذا انتفى السبب انتفى بالضرورة المسببّ

وهنا تبدأ رحلة ربط الثلاثة مع بعضهم البعض في حديث الاستثناء
طفل لم يبلغ التكليف.. نائم ليست معه روحه .. مجنون لا يملك عقلا 
والثلاثة ينصبوا في غياب العقل الواعي والصاحي والمدرك 
اذن وجود العقل هو التوقيت الرسمي لعمل لجنة الرقابة والكتابة
وهنا نبحث لماذا العقل وماذا يملك العقل حتى يكتب الملائكة فيه 
وهنا تنفجر الاجابة العجيبة والغريبة ... انها الذاكرة يا سادة ..؟؟

الذاكرة هي أكبر مستودع لكل تفاصيل حياتك برمتها 
هي الوحيدة التي تسجل فيها مشاعرك وأحاسيسك والهاماتك وانفعالاتك 
هي الوحيدة التي تحتفظ بلحظات الحب والشوق والحنين والحزن والألم
هي الوحيدة التي تستدعي منها صور قديمة للأماكن والوجوه والمعالم
هي الوحيدة التي تعرف كل صغيرة وكبيرة في حياتك مهما كانت 

كل هذا تحفظه الذاكرة وتسجله في دقة شديدة وأمانة ملفتة للانتباه
مع تاريخ كل لحظة ثانية بثانية تسرد الوقائع وكأنه شريط سينمائي 
ونعتقد أننا ننسى .. ولكن حقيقة الأمر نحن لم ننسى أبدا وهو موجود في ذاكرتنا
يظهر لنا فجأة في لحظة استرخاء أو حلم أو استنشاق رائحة ما أو رؤية ة منظر ما
وكأن الذاكرة لا يضيع فيها شيئ أبدا لكنها تحتاج الى محرّضّ كي نستدعيها مرة ثانية

وهنا يأتيني السؤال المحير واللغزّ العجيب .. أين توجد كل هذه اللحظات وهذه الصور 
وستقولون بكل بداهة انها تتمركز في خلايا الدماغ كأنها منقوشة في تجاويفها
ولكن هذا الجواب المادي ينسفه العلمّ حين يقرّ بأن خلايا الدماغ تموت مع العمر 
اذن ان كانت الخلايا تحمل الذاكرة فموت الخلايا يقتل هذا الذاكرة وتهترئ بمرور الزمن
فالذاكرة ليست موجودة في الدماغ ويستحيل أن تكون في الدماغ لأسباب منطقية وعلمية
ان العطب الذي يصيب مركز الكلمات في الدماغ لا يؤثر على ذاكرة الكلمات أبدا
انما الذي يحدث هو عاهة في النطق وفي الأداء الحركي للعضلات التي تنطق بالكلام
مثل المصباح الكهربائي وزر تشغليه في الحائط ..ان عطل المفتاح لا يعني عطل المصباح
والدماغ ما هو سوى ترانسستور مثل الراديو يلتقط الذبذبات الاثيرية من الفضاء المحيط
ويحولها الى نبضات كهربائية يترجمها الى كلمات واصوات وأغاني وصراخ ونباح
وان تلف الراديو لا يعني أبدا تلف الذبذبات الأثيرية التي تحيطنا من كل جهة 
فأي راديو آخر سليم سيلتقط الموجة وسيبث الاصوات وسيلعلع بالكلام 
فتلف الراديو لا يعني أبدا تلف الموجة التي تصل لنا ولا نعرف استقبالها

هذا هو حال الذاكرة هي صور ورؤى وأصوات ولحظات محفوظة في الروح
وليس الدماغ أو جسد الانسان بأي حال من الاحوال مستودع لهذه الذاكرة
فان اصيب الدماغ بعطب ما يصاب النطق مثلا بالتلف ولا تصاب الذاكرة باي شيء
لأن الذاكرة مستقرها في الروح .. والروح لا يجري عليها ما يجري على الجسد
وسوف يموت الجسد ويتعفن الدماغ وتظل الذاكرة شاخصة حيّة نابضة لا تموت
لأنها في الروح تسمو وتعلو حين الموت الى بارئها فلا ينتقص منها شيء ولا يزيد
ويوم القيامة يردّ الله لنا أرواحنا ومعها ذاكرة تفصيلية بكل ما فعلناه في الحياة الدنيا
وهذا هو الكتاب المنشور الذي يعرضه الله علينا يوم القيامة كأنه فيلم سينمائي 
قال الله تعالى
اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً [الإسراء : 14]

\
/

على حافة الافطار 

من يتأمل القرآن يجد أن أكثر الخطاب من رب العالمين هو للذكرى
ولغة الخطاب دوما فيه :  لعلهم يتذكرون أو لقوم يذكرون أو ذكرى لهم 
ثم جاءت آية اختصرت كل ما أراد الله لنا من هذه الذكرى العظيمة
وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى [الفجر : 23]

بلال فوراني



السبت، 28 يوليو 2012

لطائف من القرآن .. يغفلّ عنها الانسان ..؟؟




اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما
وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه
واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين. اللهم آمين
حين أبحرّ في القرآن وأتلاطم في موج تفسيره وعمق معانيه
أجدني غائصاً يحاول البحث عن قشة كي تنجيه من هذا الغرق
فأهرول الى كتب التفسير وشرح المعاني واستعين بمختار الصحاح
كي أقف على أصل الكلمة ومعناها في اللغة العربية بجميع وجوهها
وحين أعجز عن الفهم استعين بأحد الشيوخ الذين منّ الله عليهم بالنور الالهي
وشرح لهم صدورهم كي يستنبطوا من القرآن ويكشفوا الأبواب المغلقة وراء كل كلمة
فيلقي لي هذا الشيخ الجليل بقنبلة تدويّ فيقول.. ألم تسمع قول الله .. واسجد واقترب ..؟؟
اسجد واقترب
حين أشمرّ عن روحي وأربط على عقلي وأبدأ رحلة البحث في القرآن
أجد العجائب التي لم ينتبه أحدنا اليها لأنه مخدّر بالقراءة مثل الببغاء
يرقص لسانه بالكلمات ويردد الايات دون اي استشعار للمعاني الباطنة
ولا يكلفّ نفسه عناء السؤال ولا الاستفسار ولا حتى الفهمّ أو العلم
وأسأل نفسي لماذا كلمة اسجد .. وليس اعبدّ .. أو أركع .. أو انحنيّ
هل تعلم أن أول أمر الهي في السماء للملائكة والجن .. هو السجود لآدم
قال الله تعالى ” وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى ” [طه : 116]
ترى هل كان السجود لآدم تلك الحركة البهلوانية التي نمارسها على الأرض
هل كان يحتاج الله أن يأمر ملائكته بالسجود لآدم بتلك الحركة التي يفهمها البشر
ولكن حركة السجود التي نعرفها لم تكن موجودة يوم خلق الله آدم وأمر الملائكة بالسجود له
اذن ما معنى السجود لآدم وهل كانت تعرف الملائكة معنى السجود قبل هذا
وإلا لما ابليس أبى واستكبر عن السجود إلا إذا كان يعرف معنى السجود ..؟؟
ترى كيف تسجد الشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب لله تعالى
أنا أستطيع أن أفهم سجود البشر ولكن سجود تلك المخلوقات فهو أمر عصيب
إلا إذا أستطعت أن تكشف النقاب عن معنى السجود حينها تتفتّح أبواب الغموض
قال الله تعالى
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ
وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ
وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ [الحج : 18]
ثم أبحث عن السجود في آيه أخرى فأجد هدّهد سليمان قد حطّ على قوم
يسجدون للشمس من دون الله فيستغرب فعلهم هذا ويقول بفطرة غريبة
أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ [النمل : 25]
هل كان الهّدهدّ يعرف معنى السجود حتى يستعجب ويستغرب سجود القوم للشمس ؟؟
اذن السجود له معنى عميق جدا .. يفسّر لما الله اختار هذه الكلمة عوضاً عن غيرها في آياته
ولما ابتدأ الله فيها الأمر للملائكة بالسجود لآدم ولما جعل السجود حسرة على المجرمين يوم القيامة
قال الله تعالى ” يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ [القلم : 42]
فأول دعوة لهم يوم القيامة هي السجود أيضا رغم أنه لا عبادة يوم القيامة ولا صلاة ولا ركوع
انما حسرة في قلوبهم يوم لا ينفعهم السجود بعد أن رفضوا السجود في الحياة الدنيا وهم سالمون
خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ [القلم : 43]
وحين تتبحّر في آيات الله أكثر وأكثر تجد أن الله اختار اسم المسجد الحرام للكعبة
رغم أنه في آيات أخرى يطلق عليه صفة البيت الحرام والبيت هو الأصل والمسجد لقب دخيل
وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [البقرة : 127]
فلم يقل الله تعالى يرفع القواعد من المسجد إنما قال البيت لأنه لم يكن هناك دعوة لله
وحين جاء رسول الله نزلت صفة المسجد على بيت الله الحرام لأنه جاء بالدعوة
قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ [البقرة : 144]
اذن حين ترى الصورة قد أصبحت واضحة في معاني الاسماء التي وصف الله بها الأشياء
حينها تكتشف بنور رباني يخترق صدرك من الوريد الى الوريد أن السجود هو الطاعة المطلقة ..؟؟
فالله أمر الملائكة بطاعة آدم وهنا يأتي عدو الطاعة وهو التكبرّ يحاربه ويصدّه
فقال الله عن ابليس أنه أبى واستكبر حين ظنّ ابليس انه خير منه لأن الله خلقه من نار
فالسجود هو الطاعة والخضوع لله تعالى دون غيره من اله
والخضوع لله هو الاعتراف الصريح بأن لا حول ولا قوة لك إلا بالله العظيم
والخضوع هو مطلقّ الصدٌق مع الله تعالى في طاعتك له واستجابتك لأوامره ونواهيه
فقال الله تعالى في أية يشعشع منها نور الهي لطيف لا يفهمه إلا الراسخون في العلم
فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا [النجم : 62]
فأمر الله بالسجود ومن ثم العبادة .. فأنت لا تعبد من لا تخضع له ولا تطيعه
أنت لا تعرف كيف تعبد من لا تؤمن بقوته وجبروته وقدرته عليك
إذن الطاعة والخضوع لله .. هو منتهى السجود في حضرة الله
وحين قال الله اسجد واقترب .. فهو دليل لطيف وخفيّ يغيب عن كثير من الناس
أن بخضوعك لله وطاعتك وذلّك في حضرته هو أول الطريق للقرب من الله تعالى
فقال الله تعالى ” وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ” [البقرة : 186]
سيقول أحدكم هذا هو السجود لله ومعناه اللطيف .. فما بال السجود في الصلاة
ولماذا ننكبّ بقوائمنا الأربع حتى تلمس جباهنا الأرض نعفرّ وجوههنا بالتراب
وهنا يظهر النور الرباني حتى في حركات العبادة باجسادنا
جاء الرسول وعلّمنا الصلاة كما علمه اياها جبريل كما أمرنا الله بها
والسجود بهذه الهيئة لهو أكبر دليل على ما ذكرناه لمعنى السجود بالخضوع
فأنت تهوي برأسك الذي يملك السمع والبصر والذوق واللمس والفكر الى الأرض
كل حواسك مشدودة الى الأرض اعترافا بعجزك وضعفك وقلة حيلتك أمام الله
فحين تسجد السجدة الأولى وتلمس جبهتك الأرض وتقول في سرك سبحان ربي الأعلى
فأنت تهبط بجسدك الى الأسفل كي تتعلق بربك في الأعلى تناجيه سبحانك يارب سبحانك يارب
وكأنك تنزع منك خصلة الكبرّ التي استكبر بها الشيطان في أن خلقه من النار أعظم من الطين
فجاء الطين يهبط على الطين في الطاعة.. كي ترتقي النفس البشرية وتحلق في ملكوت الله الأعلى
حين تسجد على الأرض .. لا تهبط عليها مثل البهائم والكارهين لهذا الفعل
بل استشعر بأنك تهبط بالطين الذي خلقك الله منه فكل فصل يعود الى أصله
واترك نفسك الأمارة بالسوء في الحضرة الربانية تنكمش وتتقلص أمام الله
كي تعلو بنفسك وترتقي حتى تصير نفسك مطمئنة راضية مرضية من الله
فالسجود لله وأنت ترتعشّ خوفاً من بطش الجبّار وطمعاً في رحمة الرحمن
لهو أقصر طريق .. كي يكون الله قريب منك .. بل أقرب من حبل الوريد ..؟؟
\
/
على حافة الافطار
سُئِل أحد العارفين بالله عن معنى السجود مرتين في الصلاة
فقال :
السجدة الأولى تأويلها (( اللهم إنك منها خلقتنا ))
و تأويل رفع راسك منها (( و منها أخرجتنا ))
و السجدة الثانية (( وإليها تعيدنا ))
ورفع راسك منها (( و منها تخرجنا تارة أخرى ))
بلال فوراني

الجمعة، 27 يوليو 2012

سنّة الرسول .. ليست عناوين للتجارة باسم الدين ..؟؟




اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم
 اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما
وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه
 واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
 وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين. اللهم آمين 


نحن نقرأ ونسمع الكثير من شيوخ الدين الذين يتاجرون باسمه
على قنوات التلفاز وعلى مواقع التواصل الاجتماعي وغير الاجتماعي
و الذين يطلقون على أنفسهم أسماء غريبة عن الاسلام والاسلام بريء منها
فهذا سلفي وهذا وهابي وهذا أصولي وهذا المتشددّ وهذا العلماني وهذا الاخونجي
وتجد قطيع كبير من البشر يتبع أهوائهم وأفكارهم وحتى فتاويهم الخبيثة بكل جهل
وقد أخفقنا في الدعوة الى الاسلام كما أمرنا الرسول وشوهنّا معاني الدين الحنيف 
ولم نبلغ بالاسلام أي قيمه الرفيعة ومعانيه السامية التي اختارها الله لرسوله 
كي يتمم مكارم الاخلاق ويكمل لنا دينا ويتممّ علينا نعمته ويرضى الاسلام لنا دينا 

هل هذه هي السنة النبوية .. أن نربّي لحية .. ونقصّر ثوباّ .. ونمضغّ سواكا
لم يطلب منا القرآن أن نتأسى بهذا ولا طلب منا أن نقلّد الرسول فيما يأكل ويلبس
إنما طلب منا أن نتأسى بالرسول الكريم في أخلاقه وكماله وايمانه وتقواه وكرمه
طلب أن نتبّع الرسول في الجوهر .. وليس المظهر ..؟؟

فإن كان الرسول على أيامه يركب البغلة ويقضي الحاجة في الخلاء
فتلك أعراف وضروريات ذاك الزمان ولا علاقة له أبدا بالاسلام 
فالاسلام كمل أخلاق وتطهير للنفس وتحرير للارادة من الخضوع للأصنام
أو الخوف والرعب من سخط آلهة مزيفة .. أو الخنوع والسجود أمام ظالم 
الاسلام ..فقه وعبادة وعلم ونور ومكارم أخلاق وسلام بين العباد أجمعين 

يؤلمني جداً أن أجد الشيوخ الذي يلبسون اللحى ولا يلبسون ثوب التقوى 
يفتون هنا وهناك باسم الدين ويشوهون جمال الاسلام بكلامهم الخبيث 
ان كانت اللحية دليل الاسلام فما بال الهبييز وراقصي الديسكو وأحبار اليهود يقلدوهم
ومن يسمون أنفسهم الأصوليون .. أخبروني أي أصل تبحثون عنه كي أخبركم بالفصل 
والوهابيون الذي أخترعوا فتاوي على الله ورسوله ما كانت على زمان الرسول 
والاخونجية الذين يظنون باسمهم هذا قد خرجت الملة عن الطاعة فصرنا كفار في ظنّهم
وكأن الدين لهم من دون العالمين ونحن مجرد مارقين عن الدين ومشركين لا يفقهون شيئا 
والعلمانيين الذين يبحثون بكل خبث عن ثغرة يندسوا فيها كي يفصلوا الدين عن العلم 
وشيوخ الفتنة الذين يحرضون الناس على القتل وسفك الدماء وهتك الأعراض
والرسول يقول : لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل مؤمن بغير حق .

ارحمونا وارحموا الاسلام منكم .. يا من تتستروا وراء آية متشابهة وحديث ضعيف للرسول 
ارحموا عباد الله الذين تلعبون بعقولهم واتقوا الرب الذي تصلون له خمس مرات كذبا ويهتانا
خافوا الرب الذي تبتهلون له بكلمة الله أكبر .. وتظنون أنفسكم خلفاء الله من بعد الله على الأرض
هل هناك من هو ألدّ من الشيطان عداوة لله .. من تكبّر على أمره بالسجود .. وقال أنا خير منه 
فماذا فعل الله به .. هل أرسل له كتيبة مسلحة كي تقتله .. أم أهدّر دمه .. أم حرضّ الناس عليه
كل ما فعله الله وهو القادر أن حاوره وأجابه الى طلبه بالامهال الى يوم الدين يفعل ما يشاء 
وحينما ارسل الله رسوله موسى الى فرعون وهو السفاح والجبار والمتأله على الله عز وجلّ
أرسله بآيات وكرامات ومعجزات ودعوة بالحسنى وقال لموسى واخيه هارون 
قولا له قولا لينّا لعله يذكّر أو يخشى .. لم يقل لهما قولا له قولاً فظاً غليظاً 
وهذا هو الأمر الصريح الرباني بالرفق والمعاملة الحسنى لكافر متجبّر ومتكبّر 
هذا درس القرآن في الدعوة الى الله إنها لا تكون إلا بالحسنى والكلمة الموعظة
فقال الله تعالى بالأمر الصريح لرسوله الكريم
وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ [يونس : 99]
لا إكراه في الدين ولا جبّر ولاغصبّ ولا رغم أنف أحدّ ولا عنجهية ولا دكتاتورية ولا ارهاب 
وكان الله صريحا مع رسوله في الدعوة للاسلام حين قال له 
لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ  [البقرة : 272]
وهذه الرسالة الربانية التي علمّ الله رسوله أن يقتدي بها ولا ينحرف عنها 
أن يذكرّ بالحسنى والكلمة الموعظة .. فلا سيطرة ولا جبروت ولا تعنتّ
فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ [الغاشية : 21][الغاشية : 22]
فالرسول ما عليه إلا البلاغ المبين وهذا سيدنا ابراهيم عليه السلام
يأمره ربه أن ينادي الناس في واد غير زرع لا يوجد فيه أحد أبدا
فيقول ربي من أنادي ولا يوجد سوى الرمل في الأرض
فيقول له الله بلسان الحال .. يا ابراهيم عليك النداء وعلينا التلبية 
وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ [الحج : 27]

هذا هو الدين الذي جاء به رسوله الكريم محمد عليه الصلاة والسلام 
هذا هو الدين الذين يتاجرون أنصاف المؤمنين به فيحرفونه عن نهجه
يلتحون اللحى ويسبحون بحمد أفكارهم ويسجدون لصنمّ من اختراعهم 
هذا دين الله وسنة رسول الله لا تبديل فيها ولا تحويل ولا تشويه 
وحين تحاورهم وتجادلهم بما يفعلوا من تدمير لقيمّ الاسلام وجماله
يقولون لك انما انت جاهل ونحن مصلحون في الأرض أيها الفاسد
وصدق الله حين قال في كتابه العزيز
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ 
أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ [البقرة : 11 12]
فلا يغرنّك جمال محياهم .. وعذب حديثهم .. ونور وجوههم المكياجي
لا تسقط في فخّ حبك لهم دون أن تفقه شيء مما يقولونه 
لا تسقط في ألفتك لبعضهم دون بعض وميلك لهم
فقد قال الله عنهم
وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا 
وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ [البقرة : 204]

ألا تتعجبون يا سادة من أولئك الذين يتشدقون بالدين والايمان والاسلام 
ثم يسقطون في غيّهم وخبثهم بدعوات هي أقرب الى الكفر منها الى الايمان 
والمصيبة أنهم يذيلون أسمائهم بدكتور فلان والشيخ فلان والداعية فلان ابن فلان
ولديهم شهادات معتمدة من جامعات معترف لها بالعلم وليس معترف بها بالايمان ولا التقوى
شهاداتكم هذه تتزينون بها أمام الناس .. لكنها لن تنفعكم أمام شهادة الرقيبين عليكم يوم القيامة 
شهاداتكم هذه لا تسوى حبرا على ورق .. والله سيسألكم يوم الفصل عما كنتم تعملون 

وهذه أمثلة عن كلامهم وفتاويهم القذرة التي تشبه قلوبهم
هذا الشيخ الغبي الذي يقول على ذمة الرواي أنه رأى الملائكة تقاتل في سوريا 
وهذا الشيخ السخيف الذي يقول أن الرسول قد قبل هدية الخمر في الجاهلية ولا حرجّ
وهذا الدكتور الذي يقول سمعت ضجيج الحور في الجنة وهن يستقبلن نايف عبد العزيز
وهذا الزنديق الذي يدعو الى النصرة والجهاد وقتل بقية الطوائف من دون الاسلام
وهذا المريض الذي يقول أنه لا يجوز للمرأة تقطيع الخيار والجزر منعاً من اثارة شهوتها
وهذا المنافق الذي يبيح رؤية الافلام الجنسية للعازب بشرط وحيد أن يكون الممثلون مسلمون
وهذا المخبول الذي صار ناطق رسمي عن رب العالمين يخبرنا أن هذا في الجنة وهذا في النار
وهذا وهذا وهذا وذاك وذاك وذاك .. وما أقول سوى اللهم سلمّ اللهم سلمّ اللهم سلمّ

\
/

على حافة الافطار 

أيها الناس 
استفتوا قلوبكم ولو أفتوكم ولو أفتوكم ولو أفتوكم 
ولا أجد أحسن وأجمل وأفضل من خطبة حجة الوداع 
أقتطف منها بعض الكلمات التي تختصر كل ما قلته 
أختم بها وجعي وأطبطب على حزني وأواسي الاسلام بها 
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم 
أيها الناس إن دماءكم وأعراضكم حرام عليكم إلى أن تلقوا ربكم 
كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا 
ألا هل بلغت اللهم فاشهد
فإني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعده:
 كتاب الله وسنة نبيه
ألا هل بلغت ... اللهم فاشهد.

قد بلغتّ يا رسول الله قد بلغّت ... وأنا من الشاهدين .

بلال فوراني

الخميس، 26 يوليو 2012

البوح الجميل في حضرة الشهر الفضيل .. البوح السادس




اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم
 اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما
وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه
 واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
 وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين. اللهم آمين


اللهم أعطي منفقا خلفا وأعطي ممسكا تلفا ..؟؟

مازال معبودنا والهنا المنشود في الحياة الدنيا هو المال
ما زلنا نقتل لاجله ونكذب لاجله ونصلي في بنوكه بكل خشوع
ومازال المال أعظم إله خلقه البشر في عقولهم وأكبر معبود في تاريخ العبادة
لأجله .. قامت الحروب واندلعت المعارك وانتهكت المحارم واغتصبت الحقوق
لأجله .. حقد الأخ على أخيه .. وكرهت الأخت أختها .. وتطاول الولد على أبيه
لأجله .. ضاعت القيم والمبادئ وتسفهت الأخلاق وتقزمت التربية وتشرذمّ الشرف
لأجله .. باع من يتستر بالدين دينه .. ومن يختبئ وراء الفضيلة فضيلته
لأجله .. تعرت النساء .. وضاعت كرامة الرجال .. وخسرنا أنفسنا بكل رخصّ
لأجله .. لم نعد نفعل شيء قبل أن نزينه بحسابات المنفعة والمصلحة الشخصية ..؟؟

هل تظن أن المال الذي بيدك جاء بمجهودك وتعبك وعبقريتك وذكائك
هل تظن أن الجاه الذي تنعم به هو جزاء عادل لتعبك وسهرك وصدق عملك
هل تظن أن النعمة التي تنعم بها هي حق لك لا يجوز ان يحرمك الله اياها
هل تظن أن ما تملكه كان نتيجة طبيعية لتخطيطك الذكي في الحصول عليه
ان كنت تظن هذا .. فأنت مسكين يدعو للشفقة .. وجاهل يحتاج الى الكثير من العلم ؟؟

قال الله تعالى
أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا و
رَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً
وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ [الزخرف : 32]

فالله قسمّ المعيشة بيننا قبل أن نأتي للحياة ونصير أجسادا تنضج فينا الروح
وجعلنا كما قال عزّ وجلّ درجات في الغنى والفقر والقوة والضعف والعلم والجهل
وجعلنا بعضنا لبعض سخرة كي تكتمل الدنيا وتمشي مسيرة الحياة في الأسباب والمسببات
فإن كنت أمير وأنا أمير وهو أمير فأخبرني بربك من سيسوق الحمير ومن سيزرع الشعير ..؟؟
هي سنة الله التي لن تجد لا تبديلا ولا تحويلا وسيحاسب كل زي راع عن رعيته يوم القيامة
وسيأسل أحدكم .. لما الله خلقني فقيرا وجاري غنياً .. لما أنا أسوق الحمير وهو في قصره أمير
وهنا يأتي قول الله تعالى يوم القيامة "الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ [غافر : 17]

وهنا تحضرني قصة سمعتها من سنوات من شيخ عالم فتح الله على قلبه نورا من أنوراه الالهية فقال لي
يحكى أنه في أحدى القرى جاء فقير الى شيخ القرية المحبوب ساخطاً على رزقه..  فقال للشيخ : ان الله ليس عادلا ؟؟
لما خلقني الله فقيرا وخلق هذا غنياً .. ولما أعطى هذه وحرمني أنا .. ولما أنا أجوع وهو يشبع ؟؟
فضحك الشيخ وقال له هل تشك في حكمة الله .. هل تكفر برزق الله .. لا بأس عليك سأعلمك معنى الرزق ؟؟
فنادى الشيخ مناديا أن اجمع لي جميع أهل القرية من رجال ونساء وأطفال وكهول وحين اجتمع الجميع
قال لهم : غداً يأتيني كل واحد منكم الى حمام السوق بأطيب وأغلى وأثمن الطعام في بيته
وفي المقابل سأدل الرابح منكم على مكان كنز مدفون في بلدنا هذا لا يعرفه أحد إلا أنا ؟؟
وفي اليوم الثاني ذهب الشيخ الى حمام السوق وهو لمن لا يعلم من أبناء هذا الجيل السريع والمستعجل
حمام تثور النار من تحته على بلاط ناعم ويسخنّ الماء في غرف خاصة للبخار وغرف أخرى للتدليك
وحين وصل الشيخ الى الحمام طلب من صاحب الحمام ان يدخل غرفة البخار وسأله ان يدخل له كرسي
كي يجلس عليه فلا تطأ أقدامه الأرض وطلب منه أن يشعل أكبر كمية من الحطب تحت الغرفة
دون أن يبلل الأرض بالماء كي لا يتبخر أي شيء ويظل بلاط الغرفة مثل السعير بل أكثر
وحين دنا موعد قدوم أهل القرية اصطفوا على باب الحمام في طابور طويل جدا
ثم أذن الشيخ لصاحب الحمام أن يدخل كل واحد على حدى دون أن ينتعل في قدمه شيء
فدخل عليه الغني يحمل حللّ الطعام وصواني الحلويات مما يلذّ للنفس ويطيب لها أشكال وأنواع
فقال له الشيخ أخبرني بكشل دقيق عن كل صحن أحضرته لنا يا هذا
فبدأ الغني يخبره بما أحضر وهو يتراقص من سخونة الأرض ويتلوى
وحين وصل الى الصحن الرابع لم يعد يحتمل الجحيم تحت قدميه فرمى الصحون وولّى هاربا من حرّ الأرض
وحين دخل عليه الفقير المسكين لم يكن يحمل سوى صحناً فيه حبتي زيتون
فساله ما احضرت يا هذا معك فقال الفقير بأسى أنه أحضر فقط حبتي زيتون ثم غادر
دون أن ينتبه أن الأرض تحته تصطلم سعيرا فهو  لم يشعر لأن اجابته كانت على قدر ما يملك ..؟؟
هل فهمتم المغزى .. وهل فهمتم ما معنى يوم الحساب .. وهل عرفتم ما معنى أن تُسأل عن كل شيء
" وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا
مالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا
وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً [الكهف : 49]

وقد جاء الاسلام هذا الدين العظيم لتهذيب النفس البشرية المجبولة على الطمع
فقد علمّ فينا الله بعلمه القديم أننا سنحب المال حباً لا يدانيه إلا محبة الأولاد
فقال الله تعالى "وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلاً لَّمّاً وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبّاً جَمّاً [الفجر : 20-19 ]
وقال الله تعالى " الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً [الكهف : 46]
فلما كانت هذه الخصلة المزروعة فينا تحتاج الى مضاد حيوي يقاوم شهوتتنا في حب المال
أمرنا الله عز وجل بالانفاق كي ينزع منا تلك الخصلة بمجاهدة النفس ويجزينا خيرا عليها

لا تظنوا حين تنفقوا على فقير أو محتاج أو مسكين أنك رجل كريم أو أنك امرأة سخيّة
فالمال الذي بيدك ليس مالك في أصل الأمر إنما هو لله تعالى يجري على أيديكم كيفما يشاء
والله جعلكم خلائف في الارض فأعطى البعض ومنع البعض لحكمة الهية لا يعلمها إلا هو
آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ [الحديد : 7]
والله لا يذكر الانفاق إلا يجاورها دوما بتذكرة أنه هو من رزقكم هذا المال كي تنفقوا منه
وكي لا يجري في نفوسكم الكبر والعجب بأنكم معطاؤون وكرماء وأسخياء
وأنتم في حقيقة الأمر تعطوا من كيس الله ومن مال الله ومن رزق الله
وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُواْ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقَهُمُ اللّهُ وَكَانَ اللّهُ بِهِم عَلِيماً [النساء : 39]
وَالَّذِينَ صَبَرُواْ ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً  [الرعد : 22]
إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ [فاطر : 29]

لم أجد لا أصعب ولا أقسى ولا أوجع من آية كريمة ذكرها الله في كتابه الحكيم
حين تشتهي وأنت في النزع الاخير من الموت أن يؤخر عنك الله قضاء الموت
كي تعود فتنفق وتتصدق بمالك في الوقت الذي كنت تملك الحياة كلها ولم تنفق شيء
في الوقت الذي لم يعد بينك وبين الحياة أي رابط سوى قول الشهادتين
وأنت كنت تفتخر بمالك وتتباهى بجاهك وتتكبرّ على الفقراء والمساكين
فيقول الله تعالى
وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ
 فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ
فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ [المنافقون : 10]
كلما قرأتها أحس بالخوف والرعب يتملكني .. أشعر بالضعف وأخاف أن لا أكون من الصالحين
أشعر بأن كل من يملك فكاك رقبته يوم العرض العظيم ولا يفكها بالانفاق فهو مجنون
ولتعلموا أن الانفاق رغم أنه أمر الهي إلا أنه متعة بحد ذاته وليس مجرد عطاء ؟؟
من جربّ الانفاق على الفقراء والمساكين وكل نصيبه دعوة صادقة
لا يعلم أنه ينفق هنا درهما .. والله يضاعف له في بنك آخر عنده
قال الله تعالى
" مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً
واللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [البقرة : 245]
من جربّ الانفاق على كل ذا عسرة وكل ضعيف وكل من يتعفف عن السؤال
لا يعلم أن الدرهم الذي يقدمه ..يسقط في يد الله الغنيّ قبل يد الفقير المحتاج
كانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تعطّر الدرهم قبل أن تتصدّق به
فأولى بنا أن نعطّر قلوبنا ونصفّي نيتنا ونحن نعطي مما رزقنا الله

ولا تظن البخل ينجيك من عذاب الله فالبخل من وعود الشيطان
والبخل برأيي كفر وشرك بالله لأنك لا تؤمن أن الله هو الرزاق
قال الله تعالى في كتابه العزيز
أَمَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ
أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ [النمل : 64]
فجمع الله اسم الخالق والرازق في آيه واحدة باسم الالوهية
ومن ينكر الرزق فهو ينكر الخلق فهو ينكر الله تعالى
وهو الكفر والشرك بعينه لا محيص منه
والغريب والعجيب ومن لطائف الكريم لمن يتمعن في كلام الله
أن الله جمع الخلق مع الرزق دوما في آياته الكريمة باعجاز الالوهية
وكأن الله يعلمنّا أن الله هو الخالق اذا خلق فقد رزق ..؟؟
وكل من ينكر الرزق من الله فهو ينكر أن الله خالق
ولم أجد في القرآن مكانا يذكر الله فيه الخلق والرزق
إلا كان اسم الالوهية موجودا فيه دوما كتحدّي لكل منكرّ

قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ
ومَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ
وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ [يونس : 31]

اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَاراً وَالسَّمَاء بِنَاء
وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ
ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [غافر : 64]

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم
مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ [فاطر : 3]

قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ
وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ [سبأ : 24]

اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ
مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَفْعَلُ مِن ذَلِكُم مِّن شَيْءٍ
سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ [الروم : 40]

أَمَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ
 أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ [النمل : 64]

\
/

على حافة الافطار

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما
اللهم اعط منفقا خلفا ويقول الآخر اللهم اعط ممسكا تلفا "


بلال فوراني

الثلاثاء، 24 يوليو 2012

كيف أنجو منك في رمضان ..؟؟




*
كيف أنّجو من غوصّي فيكِ 
وصوتكِ يجعلني فيهِ غريقا
كيف أنقذُ نفسي من جحيمكِ
وهمسّكِ يشعلّ في صدّري الحريقا 
كيف أجدُ السبيل الى خلاصّي منكِ
وكلما اهتدتّ أقدامي ضاعَ مني الطريقا
بربكِ أيتّها العابثة
أرحمي صيامي عنكِ وأخرجّي زكاة حبكِ
واجعلينّي في هذا الشهر منّ قلبكِ عتيقا ...؟؟

\
/

على حافة الافطار

كفّارة الصيام .. اطعام ستّين مسكين
ولكن كفّارة الحبّ معكِ .. لمّ يُفتّي بها أي دين ..؟؟

بلال فوراني

البوح الجميل في حضرة الشهر الفضيل .. البوح الخامس




اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما
وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه
واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين. اللهم آمين
الكعبة .. بيت عتيق .. أم مجرد صنمّ يطوف حوله الرقيق ..؟؟
لا تتفاجئ من عنوان المقال ولا تشحذ همتك لشتمي وقذفي بأسوأ العبارات
فهو كلام كثير من الناس التي لا تفهم في الاسلام شيء وأكثرهم المستشرقين
فأنا لا أعتب على من يحاول أن ينال من الاسلام بتشويهه او محاولة تحطيمه
فهو أمر طبيعي أن يحاولوا بكل جهد تقزيم الاسلام والسخرية من ديننا الحنيف
ولكن عتبي على من يقوم في الصلاة ولا يفهم لما يصلي ويصوم ولا يعرف لما يصوم
ويطوف حول الكعبة يهلهل ويكبرّ مثل الغنمّ ولا يفهم لما يدور حول حجر مثل بهيمة الساقية ..؟؟
سؤال مشروع لكل ملحد وكافر وكاره للاسلام .. وسؤال شرعي لكل مسلم أن يطرحه
ولا يظلّ المسلم مثل الناقة يمشي وراء الحبل المشدود فالله لا تعرفه بالجهل إنما بالعلم
والمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كلٍّ خيرٍ كما قال الرسول ص
والقوة هنا لا تنحصر في قوة الجسد كما يتخيل البعض مجرد عضلات وجبروت وشدّة
بل تتعداها الى قوة الايمان وقوة اليقين وقوة العلم وقوة الفهم وقوة الادراك وقوة التفسير
قال الله تعالى” يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً ” [مريم : 12]
والقوة هنا ليست عضلات يده كي يحمل الكتاب ولا قدرته على احتمال وزنه
بل القوة أن يأخذه بقوة الايمان به وقوة ادراك معانيه وقوة فهمه والعلم به
ونحن حين الشدّة نلجأ الى الله بالدعاء ” لا حول ولا قوة إلا بالله “
هذا الدعاء الذي وصفه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بأنه كنز من كنوز الجنة
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال :قال لي النبي صلى الله عليه وسلم:
” ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة ؟
فقلت : ” بلى ، يا رسول الله ، قال :” لا حول ولا قوة إلا بالله ” متفق عليه
ليس أسوأ ممن يحضر فيلم في السينما ويخرج من الفيلم لم يفهم شيء أبدا
فإما أن يكون الفيلم معقداً واستعصى على فهمك وإما أنك خامل خامد لا تفهم شيء
ولم يكن الفيلم سوى مجرد تضييع للوقت لا أقل ولا أكثر لأنه مفروض عليك حضوره
والحياة مثل هذا الفيلم تماما ولكن هذا الفيلم يستحق المشاهدة والمراقبة والاستمتاع به
قال الله تعالى ” أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ “[المؤمنون : 115]
فالله لم يخلقنا عبثا ولا لهوا ولا تسلية ولا كي ندخل الحياة ونخرج منها مثل قطيع الغنمّ
ولم يخلق الحياة كي يلعب ويقضي وقتا سعيدا في هواية من هواياته حاشاه من الوصف
فقال الله ” وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ “[الدخان : 38]
وسيقول لي أحدكم لقد خلقنا الله للعبادة في قول الله
” وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ “[الذاريات : 56]
وهذا حقّ ولكن أخبرني ما معنى العبادة وسأخبرك لما خلقنا الله حينها
ليست العبادة تلك الحركات الرياضية التي تقوم بها بين وقوف وركوع وسجود
وليست العبادة في حرمان جسدك من الاكل والشرب وانهاكه بالجوع والعطش
وليست العبادة أن تطوف حول حجر وكأنك في ملاهي للتسلية والترفيه
فالله غنيّ عن عباداتك المجردة من اليقين والايمان والعلم والفهم
ولو شاء الله لجعل كل أهل الأرض مؤمنين بكلمة بين الكاف والنون
وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ [يونس : 99]
والله لن تعرفه بالجهل .. بل تعرفه بالعلم .. لأجل هذا جعل الله في الجنة درجات لأهل العلم
وحين خلقنا الله وهو غني عن عبادتنا له ..لم يخلقنا كي نصلي بقلبّ لاه ولا نصوم صوم الكلاب
ولا حجّ البيت العتيق كنزهة سنوية تقضيها أنت والعائلة مثل شمّ النسيم او رحلة ترفيهية
لقد خلقنا الله كي نعرف الله ونصل الى الله وحينها تتحقق الاية التي يقول الله فيها
” رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ” [آل عمران : 191]
تسأل نفسك لما أطوف حول الكعبة التي هي بيت الله سبع مرات
والاجابة واضحة عند جمهور العلماء المسلمين بأنها مناسك الله
ولكن ألم يكن المشركين قبل الاسلام يطوفون حول الكعبة مثلما نفعل الآن
ويهللون للأصنام التي كانت موضوعة على سطح الكعبة مثل هبلّ
مالفرق بيننا وبينهم اذن ما دمنا نفعل مثل فعلهم ونختلف معهم في التهليل
أليست هي الوثنية بعينها لأننا نتمسّح بالحجر الاسود ونطوف حول صنم كبير ..؟؟
سؤال كبير قد يقع في فخّ الاجابة عليه كثير من المتشددين والمتعصبين للدين الحنيف
والذي يجيبنا على هذا السؤال هو ميزان الحياة وعلوم الفيزياء وقوانين الفلك
فنحن في علومنا نعرف الآن أن قانون المادة يحتمّ علينا أن يطوف الصغير حول الكبير
فالإلكترون يدور حول نفسه ثم يدور حول نواة الذرة في نفس اتجاه الطواف عكس عقارب الساعة
و الذرات في داخل السوائل المختلفة تتحرك حركة موجبة حتى في داخل كل خلية حية تتحرك حركة دائرية
الأرض تدور حول الشمس و القمر يدور حول الأرض و المجموعات الشمسية تدورحول مركز المجرة
و المجرة تدور حول مركز تجمع للمجرات.. والتجمع يدور حول كون أكبر .. والأكوان تدور حول شيء أكبر
حتى نصل الى الأكبر المطلق وهو الله لذا نقول دوما في كل شيء الله أكبر لأنه أكبر من كل شيء
اذن كل شيء حولنا يدور دورة لا ارداية حول الله ونحن معها بطبيعة الحال كوننا جزء من هذا الدوران
ورغم أنف كل من ينكر طوافه حول الله فهو ينتمي لكون يطوف حول الله
والله عز وجلّ أبى أن نكون مجرد دمى تتحرك لا إراديا حوله بلا اختيار
فوضع البيت العتيق رمزاً لحرية العبد ولكسر كل تفسيرات الجبرية
وكي نتجردّ لله وحده في طوافنا ونشعر أن الله أكبر في تهليلنا
وكل مناسك الحجّ والعمرة تدل على لطائف وأسرار عميقة لمن يفهمها
ولباس الاحرام الذي نكسو به لحمنا العاري ونحن نطوف حول الكعبة
كي نتذكر أننا رمينا زينة الحياة الدنيا وتجردنا أمام الخالق العظيم
و نتذكر أننا جئنا الحياة في قطعة قماش وسنغادرها بقطعة قماش
وما طوافنا بهذا الزيّ سوى لقطة مؤقتة تتحدّ فيه الحياة والموت بمشهد واحد
يتعالى فيه صوت لبيك اللهم لبيك … لبيك لا شريك لك لبيك
وحالنا يصرخ ويقول:
لبينا النداء يارب ورمينا الدنيا وراء ظهورنا وجئناك كما خلقتنا أول مرة
وسترنا عورتنا وحلقنا شعرنا وطفنا حول بيتك العتيق كما أمرتنا
وأعطيتنا آية ” فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ” وقد آمنا يارب العالمين
وجئناك نعفّر وجوهنا بالأرض فتدنو جباهنا من التراب كي ترفع قلوبنا للسماء
وتغفر لنا ذنوبنا وتمسح سيئاتنا وترجعنا كما ولدتنا أمهاتنا ..؟؟
\
/
على حافة الافطار
سرّ الحجر الأسود ؟؟

حين تأتيك رسالة من حبيبتك .. فأنت بدون شعور تقوم بضمّها وتقبيلها
وذلك لفرط حبك وشوقك لها .. ولهفتك لكل كلمة وجملة وسطر منها
وانت فعليا تقبلّ ورقاً لا شيء فيه .. ولكن لأنها من حبيبتك فقط
فأنت تستشعر وجودها بين كل كلمة وتشمّ رائحتها وتشعر بحضورها
وكذلك الأمر حين يغيب عنك أحدهم وتجد أثرا منه كقطعة قماش
أو ثوب له … أو مرآة استخدمها .. أو قلما كتب به .. أو كتاب قرأ فيه
فأنت تستحضره بسرعة غريبة لهذا الشخص فقط من أثره الباقي بعده ؟؟
هذا تماما ما يحدث مع الحجر الأسود
عدا أنه من حجارة الجنة كما أخبرنا رسول الله
فقدّ قبّله الرسول عليه الصلاة والسلام بشفاههِ الكريمة وأنفاسه العظيمة
فأي شرفّ وتزكيّة وروعة .. قد تلاقي إن وافقت شفاهك موضع شفاه الرسول ..؟؟
بلال فوراني

الاثنين، 23 يوليو 2012

البوح الجميل في حضرة الشهر الفضيل .. البوح الرابع






اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما
وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه
واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين. اللهم آمين
عدلت .. فأمنت … فنمت …يا من أعزّ االله الاسلام باسلامه ..؟؟

لم أخشى في عمري شخصاً وأنا أقرأ سيرته مثلما عمر بن الخطاب
ترتعش أوصالي حين أقرأ له وأشعر برعب يرتجف له أعضائي
وأشعر بذهول يلفّ عقلي من عبقرية وعظمة وهيبة هذا الرجل
رجل يخشاه الشيطان قبل الانسان ويسلك فجاً غير الفجّ الذي يمشي فيه عمر
ذاك الرجل الذي أسقطت المرأة الحامل حملها من رؤيته على غفلة من هيبته
ذاك الرجل الذي هزّ قلوب الناس وقصور الفرس والروم بالدّرة التي بيده
ذاك الرجل الذي سمّاه الرسول عليه الصلاة والسلام بالفاروق …؟؟
يقول عبد الله بن مسعود مازلنا أذلة حتى أسلم عمر وما كنا تستطيع أن نصلى في الكعبة حتى أسلم عمر
فلما أسلم نزل قول الله تعالى ” يا أيها النبى حسبك الله و من أتبعك من المؤمنين “
كان الاسلام غريبا خائفاً مختبئاً في جحور وشعاب مكة .. يختبئ من عيون المتلصصين والجواسيس
وحين أسلم عمر قال للرسول ألسنا على حق وهم على الباطل قال الرسول نعم فقال عمر ففيمَ الاختفاء
فخرج المسلمين صفين واحد على رأسه عمر بن الخطاب و الصف الأخر على رأسه حمزه بن عبد المطلب
يتوسطهم رسول الله فى المنتصف يرددون الله أكبر ولله الحمد حتى دخلوا الكعبه و طافوا بالبيت
فما أستطاعت قريش أن تتعرض لواحد منهم فى وجود عمر و كان نصر للمسلمين فأعز الله الأسلام بعمر .
اشتهر بعمر بغلاظته وشدته وخوف الناس منه لانه لا يخاف لومة لائم في حق الله
كانوا الناس يفرون من الطريق حين يروه .. والرجال تهاب الوقوف أمام حضوره
إلا أنه كان رجل رقيق القلب .. طيب الأخلاق .. حنون وعطوف ويبكي بكاء مراً
وكان عمر يخفي وراء شدته، رقة ووداعة ورحمة عظيمة، وكأنه يجعل من تلك الشدة والغلظة والصرامة ستارًا
يخفي وراءه كل ذلك الفيض من المشاعر الإنسانية العظيمة التي يعدها كثير منالناس ضعفًا لا يليق بالرجال لا سيما القادة والزعماء
ولكن ذلك السياج الذي أحاطبه عمر نفسه ما لبث أن ذاب، وتبدد بعد أن ولي خلافة المسلمين عقب وفاةالصديق.
وحين تولى الخلافة بعد وفاة أبو بكر امتعض الناس وخافوا وكرهوا خلافته فقام بهم خطيبا في خطبة كثير منا لا يعرفها فقال :
أيها الناس كنت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فكنت عبده و خادمه و كان رسول الله ألين الناس وأرق الناس
فقلت أضع شدتى ألى لينه فأكون سيفا مسلولا بين يديه فأن شاء أغمدنى وأن شاء تركنى فأمضى الى ما يريد فلم أزل معه
و نيتى كذلك حتى توفاه الله وهو راضى عنى… ثم ولى أبو بكر فكنت خادمه و عونه وكان أبو بكر لين كرسول الله فقلت أمزج شدتي
بلينه و قد تعمدت ذلك فأكون سيفا مسلولا بين يديه فإن شاء أمدنى وأن شاء تركنى فأمضى الى ما يريد فلم أزل معه و نيتى كذلك حتى توفاه
الله وهو راضى عنى..اما الان وقد صرت انا الذى وليت امركم فأعلموا ان هذه الشده قد أضعفت الآ اننى رغم ذلك على أهل التعدى و الظلم
ستظهر هذه الشده و لن أقبل أن أجعل لاهل الظلم على أهل الضعف سبيلا ووالله لو أعتدى واحد من أهل الظلم على أهل العدل و اهل الدين
لاضعن خده على التراب ثم اضع قدمى على خده حتى أخذ الحق منه …ثم بعد ذلك أضع خدى على التراب لآهل العفاف و الدين
حتى يضعوا اقدامهم على خدى رحمة بهم و رأفة بهم … فبكى كل الحاضرين فى المسجد فما عهدوه هكذا و ما كانوا يظنوا انه يفكر هكذا
هذا هو عمر شديد في الحق .. رؤوف بالمسلمين .. لايخاف إلا ربه .. ولا يخشى لومة لائم أو حاقد أو حاسد أو طامع أو غني أو ملك ..؟؟
وعمر لمن لا يعرف كان رجل غيّور جداً .. وكان ينتفضّ لمسّ حرمة الاسلام
لم يكون يهون عليه أبدا أن يطال أحد الاسلام بكلمة ولا أحد رجالات أو نسوة الاسلام
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : دخلت الجنة فرأيت فيها دارا أو قصرا
فسمعت صوتا فقلت : لمن هذا ؟ قيل : لعمر ، فأردت أن أدخلها فذكرت غيرتك يا عمر
فبكى عمر حتى قال : يا رسول الله ، أعليك أغار ؟ ؟؟
وكان ثائراً معجوناً بحب الرسول والدين والاسلام وسيفاً غليظاً على أعدائه
حتى قال الرسول في حديث طويل عن الملكين اللذان يسألان العبد في قبره
من ربك و ما دينك وما كتابك و ماذا تقول فى الرجل الذي بعث فيكم
قال الرسول كلكم تُسألون من الملكين في القبر إلا عمر فأني أراه هو يسائلهما
يقولان له من ربك فيقول لهما أنتما من ربكما … يقولان له ما دينك فيقول لهما أنتما ما دينكما
يقولان له ما كتابك فيقول لهما أنتما ما كتابكما ويسألانه على الرسول فيسألهما ماذا تقولان فيه
أي رجل عظيم هذا .. وأي يقين أصاب قلبه .. وأي شدّة انفجرت في قلبه خدمة للاسلام ورسول الله
أي رجلّ ينسكب الحق من بين أصابعه حتى أني أخشى أن الملائكة يوم الحساب تخشى مناداته ..؟؟
أي رجلّ هذا … كان القرآن ينزل موافقاُ لرأيه في كثير من المواقف وكأن الله طبع في قلبه الحقّ
فقال فيه رسول الله صلوات الله وسلامه عليه :لقد كان فيمن كان قبلكم من ‏بني إسرائيل‏
رجال يكلمون من غير أن يكونوا أنبياء فإن يكن من أمتي منهم أحد ‏‏فعمر .
قال عمر‏:‏ وافقت ربي في ثلاث‏:‏ قلت يا رسول الله لواتخذنا من مقام إبراهيم مصلى فنزلت واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى
وقلت يا رسول الله إن نساءك يدخل عليهن البر والفاجر فلوأمرتهن أن يحتجبن فنزلت آية الحجاب
واجتمع على رسول الله صلى الله عليه وسلم نساؤه في الغيرة فقلت لهن عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجاً خيراً منكن فنزلت كذلك‏.‏
حتى قال فيه رسول الله صلوات الله وسلامه عليه : إنّ الله جعل الحقَّ على لسان عمر وقلبه .
صدقت يا رسول فلم يكن الحق سوى جار عزيز على لسان وقلب عمر بن الخطاب …؟؟
يشهد التاريخ بطوله وعرضه عن مناقب أمير المؤمنين وعن انجازاته حين تولى الخلافة
وكل قصص العدل والرأفة والرحمة والخوف تدور حول نعليّ هذا الرجل بكل خشوع
وأني أحب أن أذكر ما فعله فقط تذكرة لمن ينسى وتعريفا لمن لا يعرف… فهو رضي الله عنه
-أول من وضع تاريخا للمسلمين واتخذ التأريخ من هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
-أول من عسعس في الليل بنفسه(تفقد الرعية) ولم يفعلها حاكم قبل عمر ولا تعلم أحد عملها بانتظام بعد عمر
-أول من عقد مؤتمرات سنوية للقادة والولاة ومحاسبتهم وذلك في موسم الحج حتى يكونوا في أعلى حالتهم الإيمانية
-أول من مهد الطرق ومنها كلمته الشهيرة ( لو عثرت بغلة في العراق لسألني الله تعالى عنها لِمَ لَمْ تمهد لها الطريق يا عمر ).
-أول من وسع المسجد النبوي. وأول من أعطى جوائز لحفظة القرآن الكريم.
-أجلى اليهود عن الجزيرة العربية. وأسقط الجزية عن الفقراء والعجزة من أهل الكتاب وأعطاهم من بيت مال المسلمين.
في مجال الحرب
أقام المعسكرات الحربية الدائمة في دمشق وفلسطين والأردن.
أول من أمر بالتجنيد الإجباري للشباب والقادرين.
أول من حرس الحدود بالجند.
أول من حدد مدة غياب الجنود عن زوجاتهم (4 أشهر).
أول من أقام قوات احتياطية نظامية (جمع لها ثلاثون ألف فرس).
أول من أمر قواده بموافاته بتقارير مفصلة مكتوبة بأحوال الرعية من الجيش.
أول من دوّن ديوان للجند لتسجيل أسمائهم ورواتبهم.
أول من خصص أطباء والمترجمين والقضاة والمرشدين لمرافقة الجيش.
أول من أنشأ مخازن للأغذية للجيش.
في مجال الفتوحات الاسلامية
فتح العــــراق.
فتح الشــــام.
فتح القدس واستلم المســــــجد الأقصى.
فتح مصر.
فتح بلاد فـــــــــارس .
في مجال السياسة
أول من دون الدواوين.
أول من اتخذ دار الدقيق (التموين).
أول من أوقف في الإسلام (الأوقاف).
أول من أحصى أموال عماله وقواده وولاته وطالبهم بكشف حساب أموالهم (من أين لك هذا).
أول من اتخذ بيتا لأموال المسلمين.
أول من ضرب الدراهم وقدر وزنها.
أول من أخذ زكاة الخيل.
أول من جعل نفقة اللقيط من بيت مال المسلمين.
أول من مسح الأراضي وحدد مساحاتها.
أول من اتخذ دار للضيافة.
أول من أقرض الفائض من بيت المال للتجارة.
أول من حمى الحدود
\
/
على حافة الافطار
شهد له الرسول بالعبقرية فقال فيه لم أر عبقريا من الناس يفري فريه
فتأملوا ودققوا في كلام عمر رضي الله عنه وأرضاه حين قال :
«من عرض نفسه للتهمه فلا يلومن من أساء الظن
و من كتم سره كانت الخيرة في يده
, ضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك منه ما يقلبك
و لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المسلم شرًا و أنت تجد لها في الخير محملا,
و ما كافأت من عصى الله فيك بمثل أن تطيع الله فيه
و عليك بإخوان الصدق فكثر في اكتسابهم فإنهم زين في الرخاء وعدة عند عظيم البلاء
ولا تهاون بالحلف بالله فيهينك الله.»
بلال فوراني

السبت، 21 يوليو 2012

البوح الجميل في حضرة الشهر الفضيل .. البوح الثاني






اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما
وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه
واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين. اللهم آمين
هل تعرف أجمل كلمة قد تصف بها أقرب الناس اليك ..؟؟
في يوم ما سألتني احدى المقربات مني جداً في حديث يفيض بالدين
من تحب أن ترى من صحابة الرسول عليه الصلاة والسلام
فقلت لها أحبّ أن أرى أبو بكر الصديق وأخشى عمر رضي الله عنه
أما موضوع لما أخشى رؤية عمر فهذا له بوح خاص به
وأما رغبتي في رؤية سيدنا أبو بكر رضي الله عنه وأرضاه
فقد أحببت أن أرى الرجل الطيبّ والخلوقّ والحنون على رسول الله
أريد أن أرى العتيق في الجاهلية والصدّيق في الاسلام ..وصاحب رسول الله ..؟؟
أنا لم أتعلم في الحياة كما تعلمت من القرآن
كل حرف فيه وكل كلمة فيه وكل وصف
لم يأتي به الله باطلا ولا عبثا ولا لهوا ولا لعبا
وكنت دوما حريصا على كلمة ” لماذا “في قراءاتي
دوما اتسائل لماذا قال الله كذا ولم يقلّ كذا وأمر بهذا ونهى عن هذا
وهذا ما جعلني أبحث دوما عن أجمل كلمة قد تصف بها شخصا قريبا منك
فكثير منكم من يتعاطى بكلام الحب والعشق والهيام ويغرق في المعاني العميقة
ويقول هذه حبيبتي وهذه صديقتي وهذه عشيقتي وهذه رفيقتي وهذه زوجتي
وهذا رفيق عمري وزوجي وبعلي وحبيبي وصديقي ورفيقي الخ
لكن
لو وجد الله أجمل من كلمة ” الصاحبة ” لما قالها في كلامه العزيز
فقال الله تعالى حين اتهموه بأن له ولد
بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ
وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [الأنعام : 101]47
فاختار الله حاشاه من التشبيه كلمة صاحبة معه كي يدلنّا على عمق الرابطة بينهما
وكي نفهم أن علاقة الرجل بالمرأة ليست محبة ولا عطف ولا حاجة
فقد جعل الله بتقديره العزيز بينهما المودة والرحمة فقط
أما الصحبة فهي بالضرورة تحتاج الى معيار زمني طويل
تحتاج الى وقت كي تثبت فيما بعد عن صدق هذه الرابطة
ولو علم الله أجمل من كلمة ” الصاحب ” لما وصف بها أبو بكر
فقال الله تعالى
إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ
إذ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا [التوبة : 40]
فوصف الله أبو بكر بأنه صاحب الرسول ولم يقل صدّيقه
فقد عانى أبو بكر مع الرسول كل مظاهر الاضطهاد
وهاجر معه وحارب معه وصلى معه وصام معه
وتحملّ الضرب لأجله .. ولدغة الأفعى لأجله
وبذل ماله كل لأجل رسول الله
فاستحق كلمة صاحب على مشواره الطويل مع الرسول ..؟؟
فكلمة الصاحب والصاحبة هي دلالة على أعمق المشاعر يربط أثنين
فالصحبة تتوسطها كلمة الحب التي ندوخ فيها ونثمل بالصراخ فيها
ولكن الله اختار كلمة الصاحبة والصاحب كي يدلّ على يقين الرابطة
فالله حاشاه ان يكون له ولد إلا إذا كانت له صاحبة يرتبط بها
لذا وصف الله أبو بكر بصاحب الرسول لأنه أكثر الناس التصاق به
والصحبة تحتاج الى شيئين يتشابكا ويدخلان في بعضهما البعض
فتنشأ رابطة لا انفكاك لها كأنها وحدة حال واحدة مجتمعة في اثنين
لذا نلاحظ أن الله تعالى ذكر عبده يونس بصاحب الحوت
فقال الله عزّ وجلّ
فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ [القلم : 48]
لقد كان سيدنا يونس عليه السلام في أعماق الحوت يبتهل وينادي ويذكر الله
وكأنهما صارا وحدة حال ورابطة تعصى أكبر التفاسير عن شرح جمالها
وهذا أكبر دليل على أن غرق الشيء بالشيء والتحامهما حتى يصلا لدرجة وحدة الحال
يصيرا صحبة .. وليسا عشاق ولا أحبة ولا أصدقاء ولا معرفة ولا عابري سبيل
الصحبة تتطلبّ حصراً الالتصاق التام بالاخر والانصهار فيه حدّ التلاشي
وزمن طويل من الانهيارات والانتصارات ولحظات الحياة الحلوة والمرّة ..؟؟
فأنت حين تنادي امرأة ما بصاحبتي أو تنادي رجلا ما بصاحبك
فهي أعمق درجة من درجات الحبّ النقيّ والصافي والصادق
لا يستطيع حتى مقياس ريختر أن يرصد درجة اهتزازها
حين أقول صاحبتي
فهي رفيقة الدرب .. وحبيبة القلب .. وشريكة العمر
وحين تقولي صاحبي
فهو أمان الحياة .. ورفيق الروح .. و بيتكِ وسكنكِ
\
/
على حافة الافطار
وأنت تقرأ القرآن أنتبه لكلمة ” أصحاب “
فلم يذكر الله الجنة ولا النار .. إلا بكلمة أصحاب …؟؟
بلال فوراني

الجمعة، 20 يوليو 2012

البوح الجميل في حضرة الشهر الفضيل .. البوح الأول ..؟؟





قررت مسبقا قبل حضور هذا الشهر الكريم
أن أكتب الكثير مما أعرفه في الدين بطريقتي المعهودة
كي لا يحاسبني الله على علم قد ينفع ولكن لا يضرّ أبداً ..؟؟
اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما
وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه
واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين. اللهم آمين
هل تعرف كيف تقرأ القرآن .. ؟؟
سؤال يتبادر للجميع وله ألف اجابة واجابة من فقهاء الدين وعلماء التحفيظ
ولكن لا أتكلم عن حركات المدّ والادغام ولا على من وهبه الله جمال الصوت
ولا أتكلم عن من يقرأ القرآن هذراّ ولا عمنّ يحفظه في قلبه وعقله غيباً .
وسؤالي لا يتوقف عند الحواس التي نستخدمها كي نقرأ القرآن بالشكل الصحيح
فكلنا نمسك الكتاب الكريم بايدينا ونقلبّ صفحاته كما نقلبّ جريدة في أول الصباح
وبعضنا يقرأ سريعا وبعضنا يقرأ بطيئاً وبعضنا لا يراعي حركات التشكيل
وأكثرنا في الغالب يتحرك فيه اللسان ولا يتحرك في داخله شيء أبدا ..؟؟
أول أمر الهي كان من السماء ونزل على رسولنا الكريم ابتدئ بكلمة اقرأ ..؟؟
” اقرأ باسم ربك الذي خلق “
رغم ان الرسول عليه الصلاة والسلام أميّ لا يعرف القراءة ولا الكتابة
فكيف يطلب الله عز وجل من رسوله الكريم فعل المستحيل وهو أعلم بمن خلقّ
سؤال بديهي يطرحه أي انسان مهما كانت ديانته و ايمانه والحاده وكفره
أليس غريبا أن يمارس الله على رسوله الاعجاز في بداية الدعوة
أليس من المنطقي أن يبتدئ الله أمره بكلمة ” قلّ ” أو ” تكلم “
كون الرسول لن يقرأ ولن يكتب فكان الاجدى ان يأمره الله بالكلام
وكان من المنطقي أن يتكلم الرسول بما أخبره الله وعلمه اياه
ومن البديهي ان يكون اول أمر الهي لرجلّ أميّ أن يكون قلّ أو تكلمّ…؟؟
وقد ذكر الله عز وجل في كتابه الكريم الكثير من الاوامر التي تبتدئ بكلمة قلّ
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص : 1]
قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ [الملك : 29]
قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ [الملك : 24]
أما المنطق والبديهيات التي تنداولها كبشر فهي لا تنطبق على رب البشر
لأننا كبشر عاجزون عن فهم كلام بعضنا وتأويله حسب مقتضيات فكرنا
فما بالكم أن نفهم كلام الله عز وجلّ برغم كل التفسيرات الجميلة للآية
وهنا لا أريد أن أفسرّ ولا أن أقوم بالتأويل فلا أنا عالم لغة ولا عالم فقه
كل ما احاول ان أفعله هو بوح بسيط ودافئ لشيء لا نشعر به أبدا
لمسته يوما في قراءاتي المتعمقة في الدين الجميل والحنيف
حين يقول لك احدهم اقرأ فأنت تنتظر شيء مكتوب كي تقرأه
وحين يعطيك ورقة ما او كتاب ما فأنت تنتظر ان تجد كلاما تقرأه
فماذا يحدث لو أن الورقة كانت بيضاء نقية لاشيء فيها
ماذا يحدث لو ان الشي المكتوب فيه كان بلغة لا تعرفها
حينها لن تقرأ لأنك غير قادرة على قراءة شيء غير موجود
حينها لن تقرأ لانك لا تعرف هذه الرسوم أو الحروف
فهذا يعني أنك إذن لست بقارئ …؟؟
هل وصلت الفكرة التي اريد ايصالها بشكل واضح
هل علمت لما الرسول قال لسيدنا جبريل لست بقارئ
وحين أعاد عليه الطلب مرتين وثلاث قال له الرسول لست بقارئ
حينها قال له سيدنا جبريل اقرأ باسم ربك الذي خلق
وكأنه أعطاه مفتاح السر والكلمة السحرية كي يصبح قارئ ..؟؟
فأنت حين تتعلم الحروف الهيروغلوفية مثلا
ستكون قادر على قراءة حجر الرشيد في وقتها
وحين تعرف ان المكتوب في الورقة البيضاء النقية
مكتوب بالحبر السري فأنت تحتاج الى مادة لاظهارها
وحين تقف أمام مغارة علي بابا مثلا فأنت تحتاج الى كلمة أفتح يا سمسم
وكلمة السر التي فتحت الأسرار أمام رسولنا الأميّ الكريم
هي كلمة باسم ربك الذي خلق
حينها رأى الرسول آيات الله كلها مكتوبة بلغة لا نعرفها
حينها رأى ملكوت الرب في أرضه وسمائه وعرشه وعليائه
حينها انتفض الرسول مما رأى وارتعد وارتجف وارتعش
وركض الى حضن أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها وأرضاها
صارخا… دثّروني دثرّوني .. زمّلوني زمّلوني …؟؟
نحن نقرأ القرآن للأسف وكأننا نقرأ مجلة أو صحيفة
مجرد حروف تتراقص على الألسن كي تشكل جملة مفيدة
ونحن لم نجربّ يوما أن نقرأ القرآن بقلوبنا النقية
ألم يقل الله تعالي في كتابه العزيز
أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا [محمد : 24]
فالقرآن ليس للعقل وليس غذاء له ولا منشط لخلاياه
القرآن للقلب فقط فهو المكان الوحيد الذي يستوعبه
وإلا ما كان أكبر العباقرة في التاريخ ملحدون او كافرون
وليس كل ذي عقل ينفعه عقله في قراءة القرآن
فالعقل مكان للعلم وحجة على كل ذي عقل
وكل من يقرأ القرآن بتدبر وبتأنّي سينتبه من طرف خفيّ
انه كلما ذكر الله العلم الذي يشمل الأرض والسماء
وقوانين الطبيعة وتدابير الحياة وتصاريف الحياة
سيجد ان الله يخاطب عباده كلهم بكلمة ” أفلا تعقلون “
والقرآن يذخر بشواهد كثيرة أذكر لكم منها ما يختصرها بالآية الكريمة
إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ
وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاء
فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ
الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ [البقرة : 164]
حين تقرأ القرآن .. تذكرّ أن هذا الكلام هو كلام رب العالمين
ليس كلام كاتب جميل ولا عبقري عظيم ولا شاعر لبيب
وليس كلام فيلسوف ولا جهبذة ولا فلتة من فلتات زمانه
هذا كلام الله الذي خلق الانسان من علق
اقرأ بقلبك وليس بلسانك ولا عقلك
أترك قلبك يشرب الكلام ويرتوي منه حتى يقطر فهماً لكل ما قاله الله عزوجل
أترك قلبك يشعر بكل كلمة ويهتزّ لكل حرف ويرتجف عند كل أمر ونهيّ
لا تترك قلبك غائبا في الوقت الذي ترتلّ القرآن فيه مثل الببغاء
فالكلام الذي لن يلمس القلب لن تجد له صدى في عقلك
وكلام الله لا يحتاج الى مفسرين ولا مأولين ولا علماء
يحتاج فقط الى قلب صادق وطاهر ونقي
حينها ستتفجرّ الأنوار من قلبك دون أن تدري
فقد قرأ الرسول القرآن على أصحابه رضي الله عنهم
دون أن يفسر لهم المعاني ولا يشرح لهم المفردات
فقد كان يلمس قلوبهم قبل عقولهم ويحتلّ صدورهم قبل رؤوسهم
وهذه شهادة من الوليد بن المغيرة سيد بنى مخزوم ، صاحب العقل الراجح
والفكر الناضج وله بين عشيرته مكانة مرموقة
ولما علم بخبر النبي” صلى الله عليه وسلم “قرر الذهاب إلى رسول الله بنفسه
يسمع منه القرآن ويقف على حقيقة الأمر بنفسه وحين سمع ما قاله الرسول عاد لقومه يقول لهم
” والله لقد سمعت من محدمنًا كلامًا ماهو من كلام الإنس ولا من كلام الجن
وإن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وإنه يعلو ولا يعلى عليه “
\
/
على حافة الافطار
من المؤسف جدا حين تجد كثير من جمهور المسلمين
يختمون القرآن مرتين وثلاث وعشر مرات في رمضان
وتجدهم حتى الآن لا يعرفون معنى كلمة الصمدّ في قول الله
” قل هو الله أحد الله الصمدّ لمّ يلدّ ولم يولدّ ولمّ يكنّ له كفواً أحدّ “
صدق الله العظيم


الأحد، 15 يوليو 2012

بورما .. يا طعنة في خاصرة الاسلام .. مازالت تبكي .. ؟؟






خير أمة أخرجت للناس .. ولكن كي يضحكوا عليها .بقية الناس
خير أمة لم تعرف للآن هل مات منتحرا أم شهيدا عباس بن فرناس
خير أمة مازالت تختلف على طهارة الثوب في الصلاة وهم أنجاس
خير أمة تعرف كيف تنوح وتنددّ وتشجب وتعوي وتنبحّ بكل قرطاس
خير أمة تستعيذُ من الشيطان ويبتهلون لربهم أن يبّعد عنهم الوسواس
والشيطان بريء منهم يقول في سره يارب نارك أرحم من هؤلاء الناس ..؟؟

يا مسلمين لا عندهم دين ولا ربّ
يا مسلمين باعوا ربهم في جلسة طربّ
يا مسلمين صاروا يتباكوا على حمّالة الحطبّ
يا مسلمين ما عدنا نعرف فيكم من صدقّ ومن كذبّ
يا مسلمين لم يعد فيهم نخوة ولا شيء يحرك فيهم الغضبّ
يا مسلمين يتقاتلون على المنصب والجاه وجمع الفضة والذهب ّ
يا مسلمين لا بارك الله في سكوتكم ..بل تباً لكم وألف ألف تبّ وتبّ ..؟؟


بورما يموت فيها المسلمون بأشنّع المجازر
وأنتم ما زلتم تنادون بالحرية والديمقراطية على المنابر
مازلتم تشيّعون نخوتكم وعزكم وتاريخكم الى أوسخ المقابر
ما زلتم مثل كلاب البرية تأكل الجيفة وتعوي بصيدها الفاخر
يموت المسلمون في بروما قتلا وحرقا وتعذيبا بكل أنواع الخناجر
وأنتم تتفرجون مثل حمير الجاهلية وتنهقون بالتنديد لهذا القتل السافر
فكفاكم سخفاّ وعهراً يا من لا تعرفوا كيف تفرقون بين المؤمن والكافر
كلامكم عواء وصراخكم نباح ودمعكم نفاق والشريف فيكم عاهر ..؟؟

ماتت النخوة في المسلمين فأين نقيم العزاء
لا أرض تحمل ذلّنا ولا تتشرف بنا حتى السماء
أين تاريخكم ومجدكم وأين الأخ لأخيه في السراء والضراء
أين شيوخ العهر التي تنادي بالقتل بين المسلمين على حد سواء
أين حكامكم الذين لم يشبعوا من النهب والنصب واراقة الدماء
أين شرفائكم الذين أختبأو في جحورهم مثل السحالي حين اشتدّ النداء
أين دينكم الحنيف وأين حق الرسول عليكم بالهديّ والوفاء
أين نقيم العزاء ونحن يا أمة الاسلام  أولى بهذا العزاء ...؟؟

\
/

على حافة الوجع

نهنئ الأمة الاسلامية من محيطها الى خليجها بهلول شهر رمضان
ونتمنى لهم صياما كريما عن الكلام وافطارا شهيا على دماء اخوتهم في بورما ..؟؟

بلال فوراني


http://wp.me/pPPRi-qT