السبت، 12 مايو 2012

متعب يا أمي .. فاقتليني كي أرتاح ..؟؟





متعب يا أمي
متعب لدرجة أني لا أريد أن أفعل شيء سوى الموت
الموت في كلامي والاختناق بحرفي والشنق على سطري
الموت في صرخة ابتلعتني ولم تعطيني كرم الضيافة في الهدوء
الموت على سرير بارد من الاهمال وغطاء قاسي من اللامبالاة
الموت كي أقول في صدري وما ظلمكم ربكم ولكن كنتم أنفسكم تظلمون ..؟؟
متعب يا أمي
وكأن كل الدنيا تآمرت على مقتلي برعاية سماوية من الله
وكأني صرتُ مترهلاً للدرجة التي لم يعد الكيّ ينفع في استقامتي
وكأني هرمتُ قبل موعدي وكبرتُ قبل أن أصير طفلاً جميلا تفتخري برجولته
وكأني لستُ منسوبا للمكان ولا الزمان وصرتُ ريشة تلهو بها الريح كيفما شاءت
وكأني مريض أتظاهر بالقوة أمامك ولا أكف عن الضحك كي لا تشعري بحزني ..؟؟
متعب يا أمي
من الوجوه التي ضحكت أمامي وهي تهزأ مني .. بأقنعة حقيرة
من القلوب التي شاركتني النبض كي تشبع مني .. بأحاسيس مزيفة
من الاجساد التي أبحرت معي كي ترتوي مني .. بشهوة مهترأة
من الاصدقاء الذين ضموني وهم ينوون طعني .. بنيّة سيئة
من كل شي جعلني متعباً حتى أشتهي أن تربتي بيدك على كتفي ..؟؟
متعب يا أمي
أعطيني رحمك الذي نمت فيه تسع أشهر قليلا
كم أشتهي المبيت فيه ليلة .. ساعة .. دقيقة .. ثانية
أعطيني صدركِ كي أرضع دون أن أسأل من أين الله يرزقني
أعطيني حضنكِ كي لا أشعر بالبرد الذي يفترس مفاصلي الهزيلة
أعطيني يديكِ.. أقبلهما .. وقدميك أسجد عندهما كي أشم رائحة الجنّة ..؟؟
متعب يا أمي
ويبدو أن وقتي قد حان للرحيل ما دام هذا الغراب لا يفارقني
ويبدو أني على بعد شهقة كي أرتب أوراقي وأهديكِ عطر وداعي
ويبدو أني لم أزلّ طفلاً ..كبرتُ في غفلة عنكِ وصرت رجلاً قابل للكسّر
ويبدو أن الحياة لم تكن كريمة معي كما كنتِ أنتي .. فسامحيني لرحيلي البخيل
واعذريني جداً لأني شعرت بأني أمان اللحظات ولم أكن سوى عقرب في الساعة ..؟؟
\
/
على حافة الوجع
أبوحُ لكِ بكلّي بدون خوف وبكل وضوح
قلب مطعون وجرح مستهلك وحلم مكسور
كيف أستعمله من بعدك .. كيف أنمو من دونك
بكل وضوح
أموتُ كلّي …؟؟

بلال فوراني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شاركني برأيك .. ودعني اسمع صوتك