الخميس، 24 مايو 2012

وصيتي لكم .. حين أواجه الموت مرة أخيرة …؟؟ وصيتي لكم .. حين أواجه الموت مرة أخيرة …؟؟






حين تواجه الموت .. تصير الحياة مجرد لحظة عابرة في حياتك
حين تواجه الموت .. تصبح أنت مجرد ورقة تلعب بها الريح دون ارادة
حين تواجه الموت .. يصير كل شيء رخيصاً وتافهاً ولا قيمة له ولا هم يحزنون
لا أعرف تماما كم مرّ على ذاكرتي من مشاهد عشتها وأنا أواجه الموت بطريقة درامية
لأول مرة أشعر بالرهبة وبالخوف وبالذعر والضجيج المزعج الذي ملأ كياني
والطنين الذي احتلّ أذناي لم يفارقني أبدا وكأنه مصر على اقامته في رأسي
لم يكن الانفجار بعيدا كثيرا عني .. فلقد رماني خمس أمتار بعيدا عنه كأنه يبصقني
رغم أني كنت بعيد عن السيارة المفخخة ما يقارب الخمسين متر إلا أنه رماني بكل وقاحة

لا أذكر تماما ما الذي حدث
كنت مارا بالطريق بعد أن قررت أن أشتري علبة سجائر
اشتريتها كالعادة وعدت من طريقي المعتاد الذي يمتد حول الحديقة
بيتنا قريب من حديقة عائلية ولها سوار طويل وكبير وفيها الكثير من المقاهي
مشيت كعادتي .. خطى ثقيلة .. أنفاس مرتبكة .. قلب دوما ينبض بلا داعي
وفجأة دون سابق انذار ولا حتى إعلان مكتوب عن حضوري لحفل التفجير هذا
شعرت بالأرض اهتزت من تحتي .. وشيء أكبر من احتمالي رؤيته أعمى عيوني
وتيار شديد من الهواء الساخن لفحني وأمسك بي كأني صديق له ورماني فوق الأرض
لا أتذكر أن قميصي تمزق .. ولا جلدي تسلخ .. ولا قدمي ارتطمت بحجر قاسي كان ينتظرني
كل ما أتذكره ..كرة نارية تلتهب أمامي .. تتعاظم في الكبر .. تتعاظم في النمو .. ودخان أسود
وطنين خرق طبلة أذني .. ولم أعد أستوعب ما حدث .. فقد كان الصوت أعلى من تفكيري بشيء
في هذه اللحظة تماما
رأيت ما لم أراه في حياتي كلها .. وكأني كنت احتاج الى صفعة قوية كي أستيقظ من وهمي
كنت أحتاج الى رفسة حافر .. او لطمة قدر .. كي أنفض غبار اللامبالاة عن حياتي وعن عمري
مشهد غريب مرّ على رأسي وكأن المخرج أصر على إعادته ألف مرة في خيالي
رأيت جنازة وأنا محمول فيها .. ولكن لا أحد يمشي ورائها
رأتيني وحيدا مرفوع على أكتاف ست أشخاص فقط
ولا يوجد من يشيعني ولا يخبر الناس أني مت او قتلت
من سيخبر تلك البعيدة عني في أقاصي الأرض ان بلال قد مات
من سيخبر تلك العاشقة التي كتبت فيها ما كتبت أن بلال قد مات
من سيخبر الأم التي رضعت من صدرها أن حليبها قد مات
من سيخبر ذاك الرحم الذي خرجت منه أن إبنها قد مات
من سيخبر ثيابي أنها صارت يتيمة
من سيخبر قرائي أني انخرست للأبد
من سيخبر غرفتي أن عاشقها قد رحل
من سيخبر سجائري انها لم تكن السبب في موتي
من سيخبر أعدائي أني كنت أحبهم أكثر من أصدقائي
من سيخبر أصدقائي أني كنت أخافهم أكثر من أعدائي
من سيخبر تلك القطة التي أطعمها كل يوم أنه لم يعد هناك طعام
من سيخبر ذاك الببغاء الذي ينادي باسمي أنه ما عاد هناك أحد بهذا الأسم..؟؟

أصدقائي وأعدائي على السواء
هذا بيان رسمي مني تحسبا لأي موت طارئ يأتيني بشكل خاطف
واحتياطا لأي تفجير جديد قد أواجهه ولا أعود منه كي أروي لكم ما حدث

صدقني
ليس مهما أن يكون لك قضية حتى تدخل السجن
فربما تعيش في سجن أكبر فقط لأنك لا تملك قضية
ليس مهما ان تكتشف نفسك بعد كل هذا العمر الطويل
فربما تكرر نفسك كل يوم كنسخة رديئة عن هذا العمر
ليس مهما كثيرا ان لا يكون لديك حلم تتعلقّ به كل ليلة
ولن تحتاج ان تبني حواجز اسمنتية حول سريرك كي لا يغتالوك
ليس مهما كيف تعيش حياتك ولا حتى متى تعلمت ان تعيش حياتك صادقا
المهم ان لا تكون أنفاسك مجرد فائض زائد عن سعالهم المحقون بالكذب ..؟؟

لا تغفر أبدا لمن مارس عليك الموت في حياتك
لا تنسى أن تكتب يوم ميلادك على شاهدة قبرهم
لا تلغي ذاكرتك يوما فقط لانهم صادروا مساحة فيها
لا تكابر على وجع استفاض فيك كي لا تزعجهم بكحتك
لا تخاف على نبض قلبك لأن أجهزة استشعار الغدر صارت معطوبة
لا تصمت لأن كلامك لا يعني الحضور والصمت عملة ذهبية زائفة
لا ترضع حبا فاسدا فقط لأن العبوات الجاهزة تحوم حولها الشبهات
لا ترمم وحدتك بأشخاص عابرين وتزينهم بالفراغ المستورد من وقتهم المزدحم

حين تحبّ.. كن مجنونا لدرجة التطرف ولا تبالي بالنتائج ولا تحليلات المخابر
حين تبكي .. املأ الدينا صراخا وضجيجا ولا تهدأ في وسط الزحمة الخانقة
حين تغضب .. اكسر كل ما حولك واخدش السلام بأظافرك..ولا تهتم
حين تتكلم.. قل ما عندك الآن ولا تضع باقة ورد على قبر اللحظة التي فاتتك
حين تموت.. ابتسم وغادر الدنيا مسرعا لأنك اشتريت الحياة ” بحزن ” نية ..؟؟؟

\
/

على حافة الوجع

معذرة منكم لم أتقصد الإزعاج أبدا
كل ما في الأمر أني حين شعرت بدنو أجلي
توجعت لأن حبيبتي لن تعرف أنها صارت أرملة ...؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شاركني برأيك .. ودعني اسمع صوتك