الثلاثاء، 7 أغسطس 2012

سوريا .. الحجر الأسود في كعبة العرب ...؟؟





عكس الناس .. قراءة شوارعية للأحداث .. الجزء السادس


كما تعودتم. آتيكم محملاً بالقراءات التي لا تخضع للتفسير أوالتأويل
ولكن لا آتيكم كي أحقن أدمغتكم بالأخبار المستوردة والمعلبّة والفاسدة
فالمواطن العربي لم يعد يستحق كل التعبّ والجهدّ لإقناعه بفكرة ما
يكفي أن ترمي له كلمة في الدين أو القرآن أو حديث للرسول
حتى يتربع أمامك مثل البهلول ينهلّ منك العلمّ الوفير الغزير
ويقول لك بكل شغف .. أطال الله عمرك يا شيخنا ...؟؟

هذا الجزء مخصص بشكل كامل لملف بلدنا الحبيب سوريا
كونه أهم ملف يتداوله الجميع على الساحة بدون استثناء
وكونه أثار مشاعر الحب عند الغرب والتعاطف عند الشرق
وكونه جمع لأول مرة كل الدول العربية على كلمة واحدة
ورممّ المساحات المهترأة بين جميع أطياف المسلمين قاطبة
واختزل مسافات الجهاد من المسجد الأقصى الى المسجد الأموي ..؟؟

ماذا يحدث في سوريا ..؟؟
رحم الله الممثل السوري الهزلي نهاد قلعي المشهور بحسني البورظان
حين قال إذا أردت أن تعرف ماذا في البرازيل يجب أن تعرف ماذا في ايطاليا
والكلمة تنطبق تماما على سوريا وكأنها رسالة من قبره بعد موته يقول فيها
إذا أردت أن تعرف ماذا يحدث في سوريا
يجب أن تعرف ماذا يحدث لسوريا ...؟؟

ترى هل تعرفون ماذا يحدث لسوريا وليس ما يحدث في سوريا
هناك تساؤلات برسم الاجابة لكل عاقل وكل قارئ وكل مواطن
دون أي تشنج فكري ولا تعصبّ طائفي ولا نزعة سياسية محرّفة
تساؤلات يسألها أي شخص يتابع ما يحدث على سوريا ولا يفهم ما يجري
دون أن يكون معلوفا بأخبار قناة الجزيرة ولا العربية ولا حتى قناة الدنيا أيضا
دون أن يكون محقوناً سلفاً بأفكار سلفية ولا جهادية ولا رجعية ولا دينية ولا انسانية
أسئلة تحتاج الى الاجابة الصريحة ولكن بعين شاهد عيان وليس شاهد عميان ..؟؟

سنة ونصف ونحن نسمع على القنوات بشيء إسمه الثورة السورية
سنة ونصف وهذه الثورة لم تنجبّ سوى حمامات الدم والاغتيال والقتل
سنة ونصف والنظام يقمع المتظاهرون المسالمون حاملوا غصن الزيتون
سنة ونصف من تشويه الحقائق وتزييف الوقائع والضحك على الناس
حسناً دعونا نتسائل مالذي يحدث في سوريا
معظم قنوات الاعلام تحاول بكل طريقة مستميتة ان تثبت وجهة نظرها
معظم الصحف العربية والاجنبية تتتكالب كي تنفردّ بخبر حصري لها
معظم تجار الأزمات صاروا يرون في سوريا مادة دسمة على موائدهم

السؤال الأول
لماذا أمريكا لأول مرة في تاريخها تدافع عن حرية شعب وهي من قتلت شعب العراق
لماذا أمريكا تناضل وتجاهر وتنددّ بالجرائم الانسانية وهي من اخترعت سجن أبو غريب
لماذا أمريكا تتباكى على دماء الشعب السوري وهي من أبكت لسنين الشعب الفلسطيني
لماذا أمريكا تجول وتصول في أروقة مجلس الامن والجمعية العمومية للتدخل في سوريا
لماذا أمريكا تهددّ وتتوعدّ النظام السوري وتنجمّ وتتنبأ بسقوطه منذ سنة ونصف
إذا أردت أن تعرف لماذا تفعل أمريكا هذا فاسأل مالذي تخاف عليه أمريكا ومما تخاف
اذا أردت أن تعرف كل هذا العواء من أمريكا فاسأل نفسك ماذا تفعل اسرائيل بيننا
إذا أردت أن تعرف من اسرائيل يجب علينا أن نعرف مالذي يخيف اسرائيل ..؟؟

السؤال الثاني
من هي هذه الدولة اللقيطة على خريطة الوطن العربي والتي صارت عرابة الثورات
من هي قطر حتى تحرك العصا السحرية على الدول العربية بقبضة إعلامية مشهورة
من هي قطر حتى تفتح أول سفارة لاسرائيل في بلادها ثم تقول يجب علينا تحرير فلسطين
من هي قطر حتى تشتري مونديال طويل عريض أمام دول عظمى مثل أمريكا وألمانيا
من هي قطر حتى تنصبّ بهلول ومهرج على دولة تونس الخضراء باسم الثورة
من هي قطر حتى تتفق مع اسرئيل على عقود الأمن والحماية لها في المونديال
من هي قطر التي تموّل المجاهدين على سوريا ولم تمولّ فدائي واحد في فلسطين

السؤال الثالث
لماذا السعودية بلد التخلف الجنسي والشذوذ الفكري تطالب بالحرية في سوريا
لماذا السعودية بلد الوهابية والسلفية تصدّر لسوريا كل أفكارها الجاهلية
لماذا تجمع المساعدات للشعب المسكين وشعبها أولى بهذه المساعدات
لماذا تحرضّ على سوريا وعلى تفتيت سوريا وتسليح جيشها الحرّ
لماذا هذا الهجوم العنيف غير المسبوق على ديمقراطية سوريا
على اعتبار أنها بلد ليست ملكية وليست دكتاتورية وليست همجية
وليست المرأة فيها نصف المجتمع وليست مجرد أداة للمضاجعة
وليست بلد الانحلال الأخلاقي ولا بلد الأفكار الرجعية

السؤال الرابع
هل انتقل المسجد الاقصى من القدس وصار في سوريا مثلا
حتى هبّت جموع المجاهدين من ليبيا وتونس ومصر والاردن
وبقية قليلة من الكويت والبحرين والسعودية وحتى من الصومال
هل صار الجهاد في سوريا حلال والجهاد لأجل فلسطين حرام
وأنا لم أرى دولة واحدة ممن تصدّر كلابها الى سوريا في الأعلى
أرسلت ولو مجاهد بلحية طويلة يحمل قرآن في يده الى فلسطين
إن كان فعلا ما يضحكون به على البشر من دعواتهم على المنابر
وفي المحافل وفي صلوات الجمعة بالحثّ على الجهاد والقتال
فكان أولى بفلسطين أن تستقطب كل هذا الحبّ للشهادة ..؟؟

السؤال الخامس
كل متابع من خارج سوريا لا يعرف ما يحدث سوى عبر القنوات الاعلامية
ولا يخفى على أحد أن الحرب الاعلامية هي أقذر حرب في تاريخ البشرية
فليس أسهل من أن أجعل المتابع يصدقّ أن الأسود أبيض والدم مجرد حليب
وليس أسهل من قتل القتيل ثم الندبّ عليه والتباكي على جثته بكل وقاحة
فالقنوات لا تعرض لكم الحقيقة إلا فيما تريد أن تريه لكم من كاميرتها فقط
ولكن الصدمة فقط
حين تكتشفوا أن القنوات مارست عليكم غسيل دماغ من النوع القذر
وصورتّ لكم الأمور عكس ما يحدث تماما وشوهتّ لكم الواقع بكل خبث
وجعلت من مجموعة مرتزقة ومجرمين وقاتلين ..أبطال في الساحة السورية
وأطلقت عليهم أسماء الثوار وعلى عصاباتهم أسماء صحابة الرسول وأتباعه
وترقص وتزغرد كلما أنشق أحدهم على النظام وتطبلّ له كأنه نبيّ مرسل
وتأتي بممثلين مدفوعي الأجر سلفاً كي يتباكوا على دماء الشعب السوري
عدا عن مستنقع الشيوخ الذي يفوح منهم دعوات الجهاد والنصرة والشهادة
عدا عن الحصار الغير مسبوق من أخوة يوسف واصرارهم على قتله في البئر
عدا عن الضغط الحقير على شعب عنيد كي ينتفض على نظامه وعلى رئيسه
عدا عن الهجوم السافر من دول لم تكنّ يوما سوى احتلال لبعض هذه المستعمرات

السؤال السادس
لماذا لم يسقط النظام رغم أنها ثورة شعب كما يقولون
هل ستقولون لولا روسيا والصين لكان الأمر قد انقضى منذ زمن
وهل تظنون أن سوريا عاجزة عن ردّ أي عدوان عليها حتى لو كان من روسيا والصين
هل تعلمون مدى الخيبة التي نالها كل من تآمر على سوريا والفاجعة التي طالتهم
من جيش يحمي بيته من الداخل وقادر في أي لحظة من حماية أرضه من الخارج
جربوا أن ينالوا من عزيمة الشعب كي ينقلب على قيادته .. ففشلوا
جربوا أن يشوهوا الجيش السوري ويلصقوا به تهم باطلة .. ففشلوا
جربوا التدخل الخارجي بدعوة الحفاظ على دم السوريين .. ففشلوا
جربوا أن يقطعوا عن العالم الاعلام السوري أيضا .. ففشلوا
جربوا أن يشتروا بعض القيادات والرموز الوطينة.. ففشلوا
جربوا أن يحولوا سوريا الى دولة طائفية .. ففشلوا
ولكن السؤال
ما السر الذي لم تنهزم فيه سوريا رغم كل ما ذكرت
ألا تقولون في أنفسكم هناك شيء غير طبيعي لا نعرفه
هناك شعب يلتف فعلا وحقاً حول رئيسه رغم التضليل الاعلامي
وإلا كان سقط هذا النظام وأعتى نظام لو أن الشعب أراد فقط هذا
هناك حرب تجري فقط على الشاشات والمتهم الأول فيه هو الجيش
هناك جرائم يرتكبها من يقولون الله أكبر وعلى الفضائيات يقولون مالنا غيرك يا الله
هناك مجازر بشهادة أهل سوريا ثم ينسبوها للجيش كي يتعاطف العالم كله مع الشعب
بربكم
ما رأيكم فيمن ذبح رجلاً ثم صوره وارسل الفيديو للجزيرة كي يبكي عليه
ويصرخ ويعوي أن هذا من جرائم عصابات الأسد والنظام الغاشم والقامع
ما رأيكم فيمن كان يتباكى على طفل درعا ذاك المدعو الخطيب
وهو من يحمل سلاحاً يضعه بين يدي طفل في ريف دمشق
ما رأيكم في أمّ كبيرة بالعمر دخل عليها المسلحون واختطفوا ابنتها
واغتصبوها عشرات المرات ثم قتلوها وهم يقولون الله أكبر
لا أدري
هل صار الله مجرما وقاتلا ومريضا نفسيا ومغتصبا
حتى صار كل فعل لهم يأيدوه بكلمة " الله أكبر "
هل صار الله لعبة بين أصابعهم كالمسبحة
يحللون القتل والنهب والسرقة والاغتصاب

وهنا سؤال يطرح نفسه
ما دام الجميع يدعون لله على هذا النظام  الفاسد
وما دام الجميع يبتهلون بالدعاء على هذا النظام المجرم
وسنة ونصف وألسنتهم تلهج في المساجد على هذا النظام الغاشم
والله لم يسقط هذا النظام ولم يهزّه ولم يكسره
اذن
إما أن الله أطرش لا يسمع الدعاء
أو أن دعائهم باطل لا يرضاه الله ؟؟
والحقيقة بكل صراحة
هناك مثل شعبي يتحدث عن فأرة تدعو على هرّ
فقالت له سأدّعي ربي عليك
فقال لها الهرّ
أدعي فلا أنتي طاهرة ولا دعائك مستجاب ...؟؟

بالطبع سيردّ عليّ أحد المنتعلين لحيّة ويظنّ أنه خليفة الله في الأرض
وسيقول لي قول الله " إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار "
وسأردّ عليه بأن كل تأخيرة وفيها الخيرة
سيقول لي لكن أقول لك كلام الله وليس أمثال شعبية
فأقول له ألم يقل الله " ولا تقتلوا النفس التي حرمّ الله إلا بالحق "
فأين الحق في اباحتكم القتل بكل سهولة
وأين الحق أن تقتل الاخر لأنه من طائفة أخرى
وأين الحق في أن تقتل لأنه يعارضك في أفكارك
وأين الحق في تكفيرك له واعلان الحدّ عليه
وان كانوا على فرضّ أنهم كافرون كما تظنّ
فأين أنت من قول الله
" لكم دينكم ولي دين "
وصدق الله حين قال
" وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض
قالوا إنما نحن مصلحون , ألا أنهم
هم المفسدون ولكن لا يشعرون "



على حافة الوطن

حين يغضب أحدنا " لأجل " الوطن .. يقولون هذا شبيّح
وحين يغضب أحدنا " على " الوطن .. يقولون هذا معارض
فلا أسف على أمة لم تعد تعرف الفرق بين الذمّ والمديح
ما دامت أمة العرب حتى الآن مختلفة في نكاح الحائض

بلال فوراني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شاركني برأيك .. ودعني اسمع صوتك