الجمعة، 10 أغسطس 2012

اسم الله الأعظم .. والعلم الأكرم


اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما
وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه
وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه
واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين. اللهم آمين

لا تتفاجأوا حين تجدون أنفسكم أمام علم غريب
فالقرآن بحر العلوم والأسرار وفيه علم الأولين والآخرين
وكل من لم يتعمقّ في القرآن ملتهيا بعلوم الدنيا فقد فاته الكثير
لا أقول أن علوم الدنيا ليست فريضة على كل مسلم أن يحصلّها
ولكنها علوم مكتوبة تستطيع بأي وقت أن تتعلمها متى شئت
تستطيع أن تفتح أي كتاب في أي علم تريده الآن وتنهلّ منه ما شئت
ولكن كتاب الله هو الكتاب الوحيد الذي لا تفتحه انت بل الله يفتحه عليك

والعلم شريف بذاته من غير نظر الى جهة المعلوم
حتى علوم السحر هي علوم شريفة لذاتها وان كانت باطلة
لأن العلم ضد الجهلّ والجهل ضرورة من ضرورات الظلمة
والله لن تعرفه أبدا بالجهل والله لن تعبده حق عبادته بالضلال
لأجل هذا سميت حقبة الرسول وما قبل الاسلام بالجاهلية
وما أرسل رسوله إلا ليخرجنا من ظلمات الجهل الى نور العلم
قال الله تعالى
هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ
وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ [الحديد : 9]

ومنذ فترة ظهر علم جديد في علم النفس اسمه البرمجة اللغوية العصبية
وهو يحاول أن يفسرّ الأفعال في النفس البشرية على أسسّ واضحة
دون النظر الى سببّ العلة ولا الغوص في مسببات تلك العلة على أي حال
وحين تبحرت في هذا العلم وجدت أهمّ ما يعتمد عليه هو الذات البشرية
بمعنى أنه يهتم جداً بالرسائل التي ترسلها لنفسك يوميا
لأنه يقول أن أفكارك هي أعمالك في المستقبل فأنتبه لما تفكر به ؟؟
وهو علم جميل حقاً لأنه يلمس جوهر الانسان وتلك الارادة الخامدة فيه
ويدرس قدرة الانسان على صنع المعجزات والمستحيلات
فلا يوجد فاشل ولا ناجح في الحقيقة ولكن يوجد من يؤمن أنه هكذا ؟؟
وهو يهتم دوما بترسيخ مبدأ أن تكرار الكلمة تجعل منها فكرة
يقوم العقل الباطن بكفالتها واعتناقها واعتبارها حقيقة صادقة
كأن تقول أنا ناجح أنا ناجح أنا ناجح فسيقوم العقل الباطن بعد فترة
بتجسيد هذه الحقيقة بارساله اشارات معينة للعقل الواعي للتصرف على هذا الاساس
وحينها تتفاجأ من نفسك كيف اشتعل عقلك بالافكار الخلابة والبناءة والذكية والعبقرية
وكنت منذ فترة يقول عنك المحيطين بك انك بليد بطيء الفهم لا تفقه شيء ولا تنفع لشيء..؟؟

ولكن هل تعلمون أن هذا العلم ليس جديدا بمعنى أنه موجود منذ الف واربعمائة سنة ويزيد
هل تعلمون أن هذا العلم الذي افتتحوا له المدراس والمعاهد واصدروا الشهادات فيه
هو علم قديم موجود في القرآن دون أن ننتبه له أبدا وأطلقوا عليه اسم NLP
وقدّ نبهنا عليه سيد الخلق محمد عليه الصلاة والسلام حين قال لا تتمارضوا فتمرضوا ؟؟
وعلم البرمجة يفسرّ تماما كلام الرسول في أن الفكرة التي تتركها تسرح في رأسك
ستصبح بعد قليل حقيقة تستجيب لها كل أعضاءك وتجد نفسك مريضا دون أن تدري
وتنبيه الرسول لهذه الحقيقة ولهذا العلم كان مذكورا في القرآن واسمه ” الذكر “
نعم يا سادة هو ذكر الله واستحضار أسمائه الحسنى والتبرك بها وتعظيمها
لقد أثبت العلم الحديث بوسائل التكنولوجيا في عصرنا هذا ضمن مختبرات خاصة
لقياس ذبذبات العقل والطاقة التي تصدر عنها من مجرد تكرار اسم معين من اسماء الله
فاكتشفوا اكتشاف اندهش له العلماء في الغرب واستغربه كل الاطباء بكافة اشكالهم
فلكل اسم من اسماء الله طاقة معينة يقوم المخ بنشاط غير عادي عند تكرار هذا الاسم
وحين يستمر ذكر الاسم لفترة لاحظوا نشاط غريب في الجسم بأكلمه لم يستطيعوا تفسيره
وهذا ليس مستغربا ولا عجيباً فقد قال الله تعالى” ألا بذكر الله تطمئنّ القلوب “
والاسم بحدّ ذاته في علوم الميتافيزقيا له قدرة عجيبة وكان الاقدمون يؤمنون بسحر الاسماء
وفي القرون الوسطى كان السحر يعتمد دوما على كلمات يرددها الساحر باسماء معينة
وفي الحضارات القديمة نقرأ كثيرا لأسماء غريبة كانوا يعتقدوا بقدرتها على المعجزات
وعن أسماء يطلقوها على ألهتهم كي يتبركوا بها ويستأنسوا بها ويحتموا بها
والله تعالى لديه من الاسماء الحسنى ما ذكرها في القرآن الكريم على لسان حبيبه محمد
وغير هذه الاسماء لا نعتقد بها ولا نعطيها أكبر من قدرها ولا نؤمن بها أو نكفّرها
فقط نكتفي بما نعرفه من الاسماء التي ذكرها القرآن والتي أراد الرب أن نعرفها
وليس هذا معناه أن ننفي وجود اسماء لا تحصى لله تعالى ولا أن نكفرّ أسماء لم نعرفها
ولكن لا نريد الغوص أكثر مما تحتمل عقولنا كي لا نحيد عن طريق الصواب والحقّ.

قال الله تعالى
وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ
سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ [الأعراف : 180]
وكلنا نعرف قصة الرسول مع القوم الذي خرج عليهم فرآهم متجمعين
فسألهم ما اجلسكم هنا فأجابوا جلسنا نذكر الله ونحمده على ما هدانا للاسلام
فاستحلفهم الرسول على كلامهم فحلفوا بذلك فقال لهم الرسول
والله ما استحلفتكم على كلامكم تهمة ولكن أتاني جبريل يخبرني
بأن الله تعالى يباهي بكم الملائكة ..؟؟
وأحاديث الرسول كثيرة عن السكينة التي تتغشى من يذكر الله
وعن الملائكة التي تحفّهم في الطرقات ومجالس الذكر وبيوت الله
ترى
ما هي هذه السكينة التي تتغشى من يذكر الله تعالى
وما هي الملائكة التي تحفّ الذاكرين وترسي عليهم الطمأنينة
ولما قال الله تعالى
فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ [البقرة : 152]
ولما قال الله تعالى
وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ [الزخرف : 36]
لقد جمع الله الذكر بين حضرته الالهية وبين عبده دون أي قيدّ او شرطّ
وكأن هناك رابط خفيّ أو باب سريّ أو مفتاح عجيب بين الذكر والله
وهنا تنفجر القنبلة العجيبة التي بينّ فيها الله معنى الذكر
إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [الحجر : 9]
والذكر هنا القرآن والقرآن فيه كل علوم الدنيا والآخرة
وكل أسماء الله محفوظة بين دفتي هذا الكتاب الكريم
وأسماء الله ترتبط بنفسنا البشرية عن طريق الروح
لأن الروح من عند الله ونحن كبشر فينا ميراث هذه الروح
حين خلقنا الله ونفخ فينا تلك النفخة الكريمة وجعلنا خلفاء على الأرض

اذن ما هي تلك السكينة التي تتغشى المؤمنون حين يذكرون الله
هي الملائكة التي تحفظ الذكر من التحريف أو التعديل أو التشويه
وبنفس الوقت هم خدّام الاسماء أو لنقل بتعبير آخر حراس الاسماء
فكل اسم لله تعالى ملائكة يختصون بهذا الاسم ولهم فيه فضائل عدة
والله لا يعجز أن يحفظ الذكر بقدرته ولكنها سنة الله أن يجري الأمور بمسببات خلقه
فلا يعجز الله أن يجعل أهل الأرض كلهم مؤمنين ولكن أرسل لهم رسولا من باب تكريم الرسول
ولا يعجز الله أن يداوي المريض بكلمة ولكنه سببّ المسببات وجعل الشفاء على يد الطبيب
ولا يعجز الله أن يحمل عرشه بكلمة منه ولكن جعل ثمانية ملائكة يحملوه كرماً منه وعطاء
فكل إسم من اسماء الله له ملائكة يحملوه بكرم الله ويحومون حول من يذكره ويردده
وحين تذكر الله بأحد اسمائه فأن الملائكة تحفكِ من كل جهة وتمنع عنك وسوسة الشيطان
ألم يقل الله تعالى
وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [الأعراف : 200]
اذن مجرد ذكر الله هو استدعاء للملائكة الذي يخدمون هذا الاسم ويحملوه
وحين تعلم أن الله خلق الملائكة من نور لا نعرف كيف هو ولا هيئته ولا طبيعته
فأنت بالضرورة ستكون محاطاً بوهج كبير من نور الملائكة عليهم السلام
فأنت حين تلزم الذكر دوما فأنت دون أن تدري أصبحت في حصن الله
وتشعر بالطمأنينة وبالراحة وبالأمن والسلام والهدوء والسكينة والانشراح
حينها تعرف معنى كلام الله في قوله
أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ
فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ [الزمر : 22]

هل فهمت .. هل استوعبت .. هل أدركت ما حقيقة الذكر
لكنك ستسألني أي الاسماء إذن أذكر فيها الله
وسأقول لك ما قاله تعالى
قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ
أَيّاً مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى [الإسراء : 110]

وستسألني وأين اسم الله الأعظم
سأقول لك ما قاله أبو يزيد البسطامي لرجل سأله عن اسم الله الأعظم
قال له .. فرّغ قلبك مما سوى الله .. واذكره بأي إسم شئت ..؟؟

\
/

على حافة الافطار
بسم الله الرحمن الرحيم
أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ
وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ
فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ [الحديد : 16]

صدق الله العظيم
بلال فوراني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شاركني برأيك .. ودعني اسمع صوتك