الجمعة، 17 أغسطس 2012

يا فلسطين العربّ ليسوا مُحنّطين .. إنّما منّحطّين ..؟؟







عذراً منكِ يا قدس يا عاصمة السماء
لا يوجدّ من يقيمَ لك حفل التأبيّن أو العزاء
فالعربّ خارج تغطية أخباركِ في نشرات المساء
ولديهم من المشاغل ما يمنعّهم من حضور حفلِ العشاء
صلاةٌ وصيامٌ في النهار وحفلات رقص ودعارة آخر المساء
فلا تعتبّي عليهم ولا تنّظمي في نخوتهم قصائد الذمّ والقدّح والهجاء
كيف تعتبّي على من لا شرفِ فيهم ولا نخوّة ولا كرامة ولا حياء
إنّ السلّخ لا يؤلمّ الشاة بعد قتلها فهل تسلّخي جلدَ من ليسَ فيه دماء ؟؟

عذراً منكِ يا مسّجدنا الأقصّى الأسير
قدّ كنتَ قبّلتنا الأولى وصرّتَ همّنا الأخير
منّ سيسألّ عنكِ ورجالنا رجالٌ فقطّ في دفّء السرير
منّ سيطالبّ بك وقادتّنا ينّعمون بالنساء والمرجانِ والحرير
منّ سيحارب لأجلكِ وسلاحنا لا نرفعهُ إلا على بعضّنا مثلَ الحمير
منّ سيراك يا أقصّى ونحن في غُمرة ثوراتنا صارَ الشاهد فينا ضرير
منّ سيقول لبّيكَّ وصوتنا عوّرة وصراخنا مضرّة وشعبنا لا يعرفُ إلا التكّبير ؟؟

عذراً منكَ يا ترابَ فلسطين الأصيل
قدّ طفحّ بهمّ الكيلّ وصار الكلامُ عنكَ ثقيل
وقصتكّ مملّة ومأساتكَ علّة سمعناها جيلٌ بعدَ جيل
وما عادَ همّهُم بعدَ اليومِ إن صارَ لشعبك وطنٌ بديل
فقدّ شبّعوا بكَ تسولّاً وصارَ حجّم ثرواتهم بحجّم الفيل
وبدلّوا هويّاتهم وباعوا وطنيّاتهم وصار القاتلُ عندّهم قتيل
وانكسّرتّ حناجّرهم فصارَ صوتّهم نُباح بعدَ أنّ كانَ صهيل
فهلّ تلومَ عرباً رجالهم خونّة ونسائهم عفِنّة والشريفُ فيهم عميل ..؟؟

عذراً يا عربّ ..يا شعوباً ورؤساء وأصحابُ الجلالة
عذراً يا عربّ ..فقد تعبّنا ومللنّا وقرفّنا من هذهِ الحالة
ضميركم مأجّور وشيخكّم مخمور والظلّم فيكم أشبّه بالعدالة
تاريخكم بشاعة وصلاتكم جماعة وجمّعكم على قرار استحالة
كلامكم نُباح وصوتكم نُكاح وأفواهكم لا تنطقّ إلا بكلّ نذالة
دينكمّ الجِماع وصلاتكم خِداع ودعائكم دعاءٌ يحتاج إلى كفالة
وإنّي أشهدّ أن لا إله إلا الله وأشهدّ أنكم أرخصّ من الزبالة ..؟؟

\
/

على حافة القدس

لنّ أسألّ بعدَ اليوم كيفَ ضاع المسّجد الأقصّى
يا عربَ عقولهم وتفكيرهُم محصّور بينَ قدميّ الأنثى ..؟؟

الكاتب بلال فوراني

يا فلسطين العربّ ليسوا مُحنّطين .. إنّما منّحطّين ..؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شاركني برأيك .. ودعني اسمع صوتك