الثلاثاء، 23 يونيو 2015

ثورة الأنا وأنتم .. وللطوفان بقية ..؟؟




أنا الذي بلع صرخته
ثم بصق على كل البشر
أنا الذي لملمّ غصته
ثم قذفهم بألف ألف حجر
أنا تعيس الحظ
الذي لم ينصفه القضاء والقدر
أنا الخريف الكئيب
الذي لا يصافح أوراق الشجر
وأنا العاشق المجنون
الذي يحلم بأن يعيش على القمر
صرت أبحث عن حظيرة
طالما أعيش في زمن الحمير والبقر

أنا المسكون
بين نار ودخان
في علبة سجائر
أنا الملعون
في شرائع الأرض
فوق كل المنابر
أنا المجنون
الذي حفر خريطة وطنه
بكل الأظافر
أنا المطعون
في ظهري بالسكاكين
وآلاف الخناجر
أنا المدفون
الذي لم يجدوا له بيتاً صغيراً
في المقابر
وأنتم الصالحون
الذين جعلوني في دينهم
مجرما و كافر

أنا لا أكتب كي أرتوي
من المديح والإطراء
ولا أصرخ كي تميّزوا
بين الصهيل والعواء
فمثلي لا مكان له
في زمن النفاق والرياء
ومثلي لا يحتاج إعجاباً
بل يحتاج الى الرثاء
فلا أنا المتنبي
ولا أنا أبو العلاء
ولست مهتماً
أن أكون أمير الشعراء
أنا الذي صافحت بحرفي العابث
قوافل النساء
أنا الذي اختصرت الرجال
في حروف الهجاء
أنا الذي كتبت الوطن
بين حرفي الحاء والباء
أنا الذي اخترعت الصداقة
 بين النار والماء
ما همني أبداً
إن ظننّتم كتاباتي السوداء
ضرباً من الجنون
أو وسوسة شيطان
أم وحيّ من السماء ..؟؟

\
/

على حافة الأنا

دعكم يا سادة من الملامة
ومن لم يعجبه حرفي فمع ألف سلامة
بعض الناس عيونهم مثل عيون النحل
يجد في حرفي عسلاً ورحيقاً وعطر كرامة
والبعض عيونهم مثل عيون الذباب
يبحث في حرفي فقط عن رائحة القمامة

بلال فوراني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شاركني برأيك .. ودعني اسمع صوتك