الأحد، 7 أكتوبر 2012

الأسد .. لا يختلفّ إثنين عليهِ في الوقت الذي اختلفّ العالم كلهُ عليه ..؟؟





الحقيقة تقال رغم أنف كل مثقف متشدقّ يتعاطى شهوة الشهرة على حساب القذف والشتمّ وتمسيح الجوخّ . الحقيقة تقال رغم أنف كل من يعارض وينافق وينهق بما تمليه عليه مصلحته أو رصيد حسابه في البنك . الحقيقة تقال رغم أنف كل محلل سياسي صار يعمل منجماً للأحوال السياسية على منهج ميشيل حايك .  الحقيقة تقال لأننا نحن كعرب نكره الحقيقة  ونكره من يعريّنا ويفضّحنا أمام الناس ويرمينا بحجارته , فالحقيقة مؤنثة عند جمهور العرب وستراً لها ودرءاً لفساد الأخلاق ألبسوها حجاباً وجلباباً ودثاراً , لأن كل مؤنث لدينا نحن العرب هو عارّ ويبدو ان جاهلية أفكارنا ما زالت راسخة في عقولنا رغم إسلامنا العظيم  وما زالت الحقيقة موؤودة لدينا وإذا اعتبرنا أنها ميتة  في عقولنا فاكرام الميت دفنه بسرعة وعلى عجلّ ..؟؟
صدق جوبليز وزير الاعلام لدى هتلر حين قال يوماً : أعطني إعلاما بلا ضمير أعطيك شعباً بلا وعيّ , وإعلامنا صار مثل العاهرة التي تتعرى لمن يدفعّ أكثر ويبذخ بالاكرامية عليها أكثر , ويحضرني هنا مثال  قريب هي قناة الجديد التي انتقلت بقدرة المال والنفوذ والسلطان ولحسة الرضا من قناة مقاومة الى قناة  مُساومة , وهناك إعلام هو بالأصل الضرعّ الذي ترضعّ منه بقية القنوات مثل الأم الفاجرة التي تربي بناتها كل شبر بسعرّ ....؟؟  وسيختلف الكثيرون عليها ومنهم أنا في رضانا وعدم رضانا وتصديقنا وتكذيبنا لكثير من هذه القنوات , ولكن في نهاية الأمر الإعلام دوما لا حياد فيه وأنا لا أصدق شعارات الموضوعية التي تنتهجها هذا القنوات , فكل إعلام مربوط في نهاية السلسلة بتوجّه سياسي معينّ مهما كانت درجة شفافيته أو احترافه لأخلاق المهنة  , فكيف أصدقّ قناة في أصل الامر هي معادية مثلا لفكرة في رأسي وأكذبّ غيرها لأنها فقط توافق رأيي , اذن المسألة مسألة عقل يرى ما يرى ثم يحكمّ فيما يرى ويسمع ما يسمع ثم يحكمّ فيما يسمع , وليست المسألة مجرد حقنّ الأدمغة بخبر عاجل أو علفّ اعلامي سخيف لقطيع البشر , وليس حالة ترويض للمشاهد على استقبال فكرة خطيرة بأفكار وأخبار أقل طراوة وضراوة عليه . فليس أسهل من أن أرضّعك الصدق كل يوم حتى تشهدّ بأني صادق فأطعمّك الكذب وأنا على غبائك شاهد ..؟؟
ليس هناك من شك أو ريبة لأي عاقل أو جاهل في هذا الأمر , ان كان شبيحاً مع النظام أو عرعورياً من حملة اللحى الطويلة , ان كان محباً لشخص الرئيس أو حاقداً كارهاً لاعناً كافراً , مهما كان رأيك بشخص هذا الرجل فلا تستطيع إلا أن ترتبك أمامه , كيف لا ودول عظمى بطولها وعرضها ارتبكت وتلعثمت أمام صموده , مهما كان حبكّ أو كرهك لشخص هذا الرجل فلا تستطيع إلا أن تدهشّ . كيف لا وهو من أدهش عباقرة السياسة في العالم بحنكته الرهيبة وقراءته للأحداث الجيوسياسية وجعلّ أعتى الدول العظمى الراقصة على دمائنا يوماً أن تقف عاجزة لأول مرة أمام هذا الجبلّ الشامخّ , وترك العالم ينقسمّ الى ثلاثة أحزاب قد يتخللها بعض الانشقاقات الفرعية المشبوهة والتي لكم حرية تسميتها
1 - حزب يرى فيه الرجل العربي الذي قال لا في الوقت الذي تربّى العرب على كلمة  نعم وحاضر وأمرك
2 - حزب يري فيه دكتاتور ومصاص دماء وقاتل أطفال وشوكة يجب كسرها بأي طريقة كانت ومهما كانت
3 - حزب لا يفهم بالضبط ماذا يحدث ومع ذلك فهم الغالبون على كل الاحزاب التي ذكرتها آنفاً بطريقة كاسحة
بالطبع مع تقديري واحترامي لحزب المقاومة " حزب الله  " واستعارتي لكلمة الغالبون بين قوسين فهم غالبون في الحق باذن الله  أما ذاك الحزب الذي ذكرته فهم غالبون بالاغلبية لا أقل و لا أكثر ..؟؟
أيها السادة إن بعض من في رؤوسهم خللّ رباني أو في عقولهم مسّ من فتاوي شيوخنا القذرين أعزكم الله ,ما زال يصدقّ رواية أن بشار ربّ وإله وأنه يجبر شعبه على السجود لديه بكل خنوع , ومن المضحك جداً أن يعتمدوا على رواية مدفوعة الاجر او فيلم رخيص على اليوتيوب , مع دعمها من بعض الشيوخ المأجورين والذين صاروا مفضوحين بفتاويهم القذرة التي لا تعكس سوى الحضيض الذي وصل اليه الدين في عقولنا , ما زالوا يتبنون هذه الدعاية القذرة على شخص هذا الرجل , وعليه فإن ليس أسهل من اختراع هذه الأمور في عالم التكنولوجيا بوجود الممثلين الهزليين والاعلام الرخيص , لأننا نحن كعرب محترفون في تشويه السير الشخصية للآخرين فكل تاريخنا سير بطولية وصحابية ودينية والكثير منها لاقى التحريف والتسفيه وبعضها لاقى المغالاة والتهويل , وهذا ما فعلوه تماما عن طريق اعلامهم المدنسّ بتشويه شخص هذا الرجل وتأليهه , وتركوا بهائم العرب تسرح وتمرح وتزمجر وتغضب لهذا الفعل الشائن والخارج عن الدين , رغم أنه لم يفكرّ واحد منهم أن ما يراه هو مجرد تمثيلية قذرة لا أقل ولا أكثر , للنيل من شخص هذا الرجل وتكفيره أمام المسلمين لأنه عدو الله رقم واحد .هل من الصعب جدا أن أجمع بعض الممثلين الفكاهيين وخاصة إن كان هناك حنفية أموال مفتوحة وبقرة حلوب مثل دولة قطر كي يقوموا برقصة التانغو هذه , هل من الصعب لو كان لدي المال الوفير أن أستأجر بعض العقول وبعض الأشخاص كي يقوموا بتشويه اسم ملك من ملوك الخليج مثلا رغم أنه لا يحتاج الى تشويه ما دام يعيش في مستنقع قذر لم تنفع معه كل عمليات التجميل كي يقنعنا أنه ما زال شاباً بعمر الثمانين ؟؟ اذن المسألة كلها على بعضها مجرد مسرحية رخيصة صدقها حمير العرب لأنهم يصدقون دوما أصحاب نعمتهم عليهم , وإلا لماذا لم تقم القيامة على ذاك الشاب المصري الذي سجد على صورة سي مرسي وكأنه رب يعبدّ ويُصلى لأجله , أم أن الاعلام صار مثل فرعون موسى يقول لنا  : ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل خراب البلاد ..؟؟
أيها السادة بعض من لديه الثقافة العريقة صار خادما بروحه وفكره لتوجيه عقولنا الى كرهّ هذا الرجل , وهذا ليس غريبا على مثقفي أمتنا وأدبائها وشعرائها وجهابذة الصحافة فيها , وقد عانيت شخصياً الكثير من الصدامات مع أناس يظنون ظن السوء فيه فقط لأنهم معبأين بالاخبار التي يسمعوها على قنوات العهر والكذب والتزييف , وينسون تماماً أنهم لم يعاينوا فعلا ما رأوا أو سمعوا فكل الأمر وما فيه أن قناة الجزيرة تنبأت بخبر معين فصار خبرها قرآن منزلّ من رب العالمين , أو جاءت العربية بخبر عاجل فصار خبرها بطلّ الاعلام في الجري السريع أو تقيأت قناة الصفا بفتوى عرعورية فجاء مريديها يلحسون الفتوى بشهية  , أو للأسف ننبهرّ ونعيش حالة الدهشة والأمان ممن يتابع قنوات الاخبار السورية والتي تفيدك دوما أن موسم الصيف والكيف صار على الأبواب , وكأن البلد لا تحترق والناس لا تموت والشوارع ليست فارغة والأمان يغرقنا في حنانه لدرجة أننا ما عدنا خرجنا من بيوتنا كي لا نفتقد الأمان .المسألة أيها السادة خطيرة جدا من حالة التطعيمّ التي نعيشها جراء وجبات الاخبار التي نأكلها دون التيقن من المصدرّ كما تفعل قناة سكاي نيوز , والمسألة ليست مجرد متاجرة بصور القدس والأقصى والمقاومة رغم احترامي المتوجسّ لقناة الميادين تحت قناعة مبطنة بأني لا أعرف نواياها بعيدة المدى . المسألة اذن يا سادة من يا ترى نصدق ومن نكذب ؟ وهل درجة الصدق عند هذا المنبر الاعلامي أكثر أم أقل خطورة على عقلي وهل درجة الكذب هنا باردة أم صارت في درجة الغليان ,اذن أنا لا أستطيع أن أصدق كل شيء أراه وأسمعه ولا أنفي التهمة أيضاً .. ولكن أحكمّ عقلي بناء على وقائع مثبتة وشواهد صادقة ويقين قلبّي لا أكثر . وكلّ من يعيش في خارج حدود سوريا هو مجردّ متلقي لا أقل ولا أكثر ولا يفهم ما يحدث هنا على الارض السورية من جرائم بحق الشعب السوري , والمصيبة والطامة الكبرى أن هذا المتلقي هو من يحاورك فيما يحدث على أرض سوريا وكأنه المفتي العظيم الذي بشرّ به الاعلام السياسي من حيث لا نعلمّ , وهو الأريب اللبيبّ الذي يعرف خفايا الأمور ويعلم من وراء القتل والتفجير ومن وراء القصف العشوائي ومن وراء النار وما تحت الرماد وما فوقه , وكل علمه العظيم هذا جاء من وراء تربّعه ساعتين فقط أمام بعض القنوات وحفظه بعض التحليلات وتلاوته قليل من شهادات أبو فلان وأبو وعلان ..؟؟
هذه الهجمة الاعلامية الركيكة  والرخيصة على شخص هذا الرجل الذي صار غصباً عن المحبين والكارهين مزار كل بهلوان اعلامي ودرويش سلفي وشيخ سياسي وفقيه شتائمي , هي هجمة دنيئة لا تنمّ إلا ثقافتنا المشهورة التي اختصرها جلال عامر رحمه الله حين قال الديمقراطية عندنا تبدأ بتبادل الأراء في السياسة وتنتهي بتبادل الأراء في الأم والأب .. وهو اختصار خطير عن طبيعة تكويننا العربي في تبادل الآراء والأفكار التي تنتهي بتبادل المسبات والشتائم .أما ذاك المسكين الذي يشبع نهمه الغرائزي في اثبات وجوده الطبيعي حين يشتم الرئيس وشخصه ويطلق عليه ألقاب مضحكة ما هو سوى مهرج يظن أنه بحركاته  البهلوانية صار صلاح الدين وقد حررّ القدس  فتصيبه نشوة العظمة وهو يشتم رئيس عربي في الوقت الذي لا يستطيع أن يشتم حماته في بيته أو يرفع صوته على زوجته . تلك مشكلة المواطن العربي الغلبان والمسكين والحمار أيضاً حين يتطاول على انسان ما ويقذفه ويشتمه ثم يختم كلامه الوسخ باستغفر الله العظيم  وكأن آيه لا تنابزوا بالالقاب سقطت من سورة الحجرات وهو يشتم شخص ما ولكن هذا لا يمنعه أن يشعر بأنه أبو حنيفة النعماني في سيرة بهاليل آخر زمن ؟؟ ربما لأجل هذا أتحاشى الاستغفار حين أشتم قطيع الرعاع هذا فأنا أحبّ أن أُعاقب من ربي على ذنب قد قمتُ به عن سابق اصرار وسخرية ..؟؟ أما من يشتم ويسب ويصف شخص الرئيس بصفات لا تليق إلا بمقام تربيته من أرض البغال والحمير والناقة و الجمل , فذاك مجرد مسكين يجعل الآخرون  يضحكون عليه وهو يستعرض رجولته من وراء شاشة كمبيوتر يخفيها عن زوجته خوفاً وهلعاً منها وتحسباً لأي قذيفة عشوائية من أدوات المطبخ قد تسقط على رأسه في حين يظنّ أن قذيفة الشتيمة التي أطلقها على شخص هذا الرجل جعلت منه الكابتن ماجد وهو يقذف الضربة الصاروخية القاضية على شباك حارس المرمى مازن ...؟؟
لقد أصبح شخص الرئيس هذا أحجية لهذا الزمان وأعجوبة في عصر الانبطاح ولحس الأقدام , لقد جعل دول عظمى تتخبط في نفسها في الوقت التي تقوم به الدول العربية بتقبيل أحذية هذه الدول , وجعل نظرية القطب الواحد تهترئ أمام صموده الجبار وحولّ البوصلة القطبية العالمية كلها إليه  , ولا ننسى أنه الشاب الوحيد الحاصل على درجة جامعية في العلوم الانسانية هو رئيس دولة عربية  , وليس مثل حميرنا من الملوك والرؤساء الذين لا يعرفوا كي يفكوا الخط ولا تهجئته , وليس مثل بعض الامراء الذين اشتروا شهاداتهم من بريطانيا مع حسن السير والفلوس , وهو الوحيد التي يجعل دول عظمى تقف على قدميها مضطربة حين يلقي خطاب ما أو كلمة ما , وليس مثل بعض الرؤوساء الذين تشعر معهم بأنك تحضر مسرحية العيال كبرت بنسخة رديئة , أو بعض الأمراء الذين يتكلمون نقلاً عن ورقة مكتوبة بكلام هم لا يفهموه أصلا وكأنه مكتوب باللغة السنسكريتية  , وهو من القلائل الذين ما زالوا على الساحة العربية حتى الآن لم يقدمموا آيات الولاء والطاعة للغرب , في الوقت الذي صارت كل دولنا العربية مأجورة ومسيّسة ومحكوم عليها بالخدمة الاجبارية , وهو العنيد الذي لم يرضخ لأجندات الدول العظمى المهيمّنة على طريقة حياتنا وحتى تفكيرنا , في الوقت الذي لا تتوانى بعض الدول عن اشهار محبتها لدولة صهيونية تقتل الشعب الفلسطيني , وهو العلامة الفارقة  التي سيشهد له التاريخ بأنه كان الفاعل في الجمل الفعلية التي قدمتها الأمة العربية , بعدما كانت كل الامة العربية من رؤسائها وشعوبها مفعول بهم وربما مفعول عليهم , وهو الوحيد حتى الآن الذي ضرب الرقم القياسي في موسوعة آخر الشرفاء العرب , ذاك انه رغم حبك له او كرهك له فهذا لا يمنع أنك ستكتب عنه أو عليه أو له , إن كنت معارض او مؤيد أو كنت شبيح بالمحبة  أو عرعوري التفكير  ستكتب عنه , إن كنت تعشق ضحكته أو تكره الأرض التي يمشي عليها ستتكلم عنه . في كلتا الحالتين لم  يختلف اثنين في الكتابه عنه أو عليه أو له , في الوقت الذي جعل العالم كله يتفقّ لأول مرة على أن يختلف عليه لآخر مرة  ..؟؟
على حافة الوطن

الذي بيته من زجاج لا يرمي الناس بحجارته أيها البشر 
فانظروا الى ملوككم ورؤساؤكم وأمراؤكم اول شيء يا بقر 
ثم بعد هذا تعالوا وتسلقوا السلالم كلها حتى تطالوا هذا القمر ..؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شاركني برأيك .. ودعني اسمع صوتك