الثلاثاء، 23 أكتوبر 2012

فلسطينيّ الدمّ ... سوريّ اللحمّ والعظمّ ...؟؟





لن أهاجر
لو جفتّ الشفاه وصدأتّ الحناجر 
لو صارَ صدري ملعباً للرصاص الغادر 
لو صارَ دمي مُباحاً فوقَ كلّ المنابر
وطعنّوا قلبّي بكلّ الخناجر
فإني فلسطيني الدمّ 
سوري اللحمّ والعظمّ
وأني مقيمٌ هنا ولستُ مهاجر 

لن أهاجر
أنا الفلسطيني الذي رضعتُ من ماء بردى
وجلستُ في مقاهيها الشعبية ألعبُ الورق و النردا 
ومشيتُ في شوراعها أشمّ الياسمين والوردا
كيفَ يهونُ على قلبّي أن أتركّها وأسافر 

لن أهاجر 
أنا الفلسطيني الذي تربيتُ وكبرتُ فيها 
مزروعة في قلبّي كيفَ بربكمّ أجافيها
موشومة في عمري كيف بربكم أكافيها
مغروسّة تحتَ جلدّي وتحتَ الأظافر 

لن أهاجرّ
هنا حبي الأول ورسائل الغرام مع بنت الجيران
هنا الرصيف الذي افترشته يوما أبيع الدخان 
هنا الصفّ الذي تعلمت فيه تلاوة القرآن
هنا قبّر جدّي أبو أمّي وهنا  قبّر أبي الطاهر 

لن أهاجرّ
هنا سوريا وطنّ الحضارات و التاريخ المشهود
وطن المعريّ وسيف الدولة والبحتري والفارابي المحمود
وطن الكواكبي و نزار وغادة وكوليت وحنا والماغوط المطرود
وطن غوار والبورظان وأبوصياح وياسين وأبو كلبشة وأنفه الماهر 

لن أهاجرّ
هنا ولدتُ وهنا أموتُ وهنا مكتوبٌ عليكم زيارة المقابر 
هنا أعيشُ وهنا أقاوم وهنا تُغفر الذنوب ولوّ كانت كبائر 
هنا سوريا فكيفَ ألملمّ شوارعها وبيوتها في حقيبتي وأسافر 
هنا سوريا فكيفَ أجمّع حنيني وشوقي من أرصفتها ثم أغادر
لا ..لنّ أغادرّ ... لنّ أسافرّ  ... لنّ أهاجرّ 
ما نفعّ الحياة في أرضّ مؤمنة
إن صارَ القلبّ بهذا الوطنّ كافر ..؟؟

\
/

على حافة الوطن

نحنُ الفلسطينيون السوريون نعوذُ من كلّ عين حاسد
فنحنُ في دمنا يجّري طُهر التراب الفلسطينيّ العائد
وفي لحمّنا شرفّ وكرامة الصمود السوريّ المارد
أخبروني من يملكّ مثلنا .. قلبيّن في صدرٍ واحد ...؟؟

بلال فوراني

جريدة عرب تايمز

بانوراما الشرق الاوسط

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شاركني برأيك .. ودعني اسمع صوتك