الاثنين، 26 نوفمبر 2012

الدين لله والوطن للجميع ورقصّني يا جدع ...؟؟





الدين لله والوطن للجميع ورقصّني يا جدع ...؟؟

لم يعد هناك مجال من الشك في أن ظهور التيارات الاسلامية المتطرفة  والأحزاب المطعمّة شكلياً باسم الدين من دون مضمونه , ما هو سوى الدليل الفاضح على أن الدين صار عقيماً لدرجة تطاول أصاغر القوم عليه بتلقيحه بأفكارهم المتخلفة لينجبّ لهم أجنة دينية مشوهة بعملياتٍ تكفيرية وتطهيرية هدفها الغسيل الشرعي لأفكار الشباب العرب المساكين .

هذه الجماعات البهلوانية التي صار الدين حرفتها السحرية لم تكن موجودة بهذا الشكل الكثيف على الساحة الدينية في مجتمعاتنا سابقاً , ولم يكن لدينا من يكفرّ الآخرين على شرع الله إلا في أفكارهم المريضة هذه التي تفسرّ حالة الانفصام التي يعيشوها بين أقوالهم وأفعالهم . فالدين إذن لم يعدّ لله بل صار لهم فقط , بضاعة يتاجر فيها كل من هبّ ودبّ وربّى لحية طويلة وانتعلّ مسبحة بيده , وكل من حفظ آيتين من القرآن وحديث لا سند له عن رسول الله يقفز على كرسي خطبة يوم الجمعة , ثم يعلفّ الجماهير المحتشدة مثل البعير بكلامه المعسول , ويسقيهم من ماء علمه الوافر الذي جمعه طوال سنين من آية تكفيرية في  القرآن وحديث لا سند له عن رسول الله . ولا يمنعه هذا في أن يمارس هواية الفتوى الشرعية التي لا شرع لها سوى في الشارع الذي جاء منه , ابتداءً بفتاوي أضحكت الجنّ وأقوامهم وجعلتهم يقهقهون طرباً حين أفتى أحدهم بأكل لحمهم اللذيذ الشهيّ , توسطاً بفتوى اباحة الزواج المبكر للبنات اتقاءً لشرِّ الفتنة الجنسية  و انتهاءً بفتوى الحمار الذي استحّى الحمار أن ينهق بها لو قُدّر له أن يكون بشراً يوماً ما حين قال لجمهور الحمير الذين يتابعوه على موقع تويتر : " لقد تأخرت عليكم فقد كنت أحلّ خلافاً بين الملائكة نشب بينهم على فضل الجهاد هل هو أفضل في سوريا أم في غزة وقد هداني الله الى فتوى الجهاد في سوريا وحللت الخلاف بينهم " . وهنا على ما أظن قد هللت الملائكة فرحاً بهذه الفتوى وعمت الأفراح في السموات السبعة وزينوا سماء الدنيا بزينة النجوم سعادة بحلّ هذا الخلاف وربما بعض الملائكة استأجروا فرقة موسيقية كي يعزفوا على أنغام الجهاد في سوريا وأغلب الظن أن جبرائيل أخذ اجازة ساعية كي يضرب التحية لهذا البشرى  و زميله عزرائيل شمّر عن ساعديه كي يقبضّ غلّة الجهاد آخر النهار من سوريا و كأن الخالق عز وجل قد استقال من عمله ليجيء هذا المخلوق السفيه و يجلس على عرشه و يصلح الخلافات بين الملائكة.

يبدو أن الدين لم يعد لله أيها المحترمون , فاسّم الله لا يعلوا في حناجرهم إلا حين القتل والنحرّ والذبّح وكأن الله لا يعلوا اسّمه إلا بالإجرام  و هذا الأمر يجعلني أتساءل عن سبب تسمية الجماعات الجهادية في سوريا بأسماء الصحابة , هل هناك سرّ في هذه التسمية ؟ هل هناك تزكية ربانية في هذه التسميات ؟ لماذا يسمّوا جماعاتهم التكفيرية باسماء صحابة الرسول ؟ هل كانت صحابة الرسول مثلا من المجرمين حتى يتشبهوا بهم ؟ هل كان صحابة الرسول
يقتلون القتيل وهم يهللون بالله أكبر رغم أنه مسلم مثلهم ؟ والرسول  نفسه غضب وانتفختّ اوداجه حين قتل اسامة كافراً لم ينطق الشهادتين إلا حين رأى سيفه مسلطاً على رأسه فأنّبه الرسول صلاة الله و سلامه عليه بعدها قائلاً :"هلا شققت عن صدره يا أسامة ... ؟؟؟ أي جماعات مجرمة هذه التي تسمّي نفسها بأسماء صحابة الرسول وهم لا يساوون تفلةً من أصغر صحابي من صحابة الرسول ؟ لماذا لا يسمون أنفسهم بأسماء ثورجية أو اصلاحية أو حتى تكفيرية ؟ لماذا يدسّون اسم الرسول وصحابته في اجرامهم الوقح والقذر ؟ ألا تظنونّ معي أنها محاولة فعلية لتشويه الاسلام واسم الرسول وصحابته بهذه الأفعال ؟ لماذا لا يبتعدون عن الدين في ثوراتهم ؟ هل ديننا دين القتل والذبح والنحر وكله تدليسا على الله وشرعه ؟ هل صار الله ونبيه وصحابة نبيه خرقّة يتمسحون بها كي يبرروا قذارتهم ووساختهم ومرضهم الانفصامي ؟ وهذا ما هم عليه فعلاً وإلا ما كان تجرأ بعض من يسمونهم كفرة على صنع فيلمٍ رخيصٍ عن رسول الله ليصوروا  فيه الهمجية والقذارة والاباحية الجنسية التي حاشى رسول الله منها . فلا تستغربوا يا سادة و لا تتساءلوا لماذا يصنّع هؤلاء القذرين هكذا أفلام فبعد متابعة من يسمّون أنفسهم جبهة النصرة أو فرقة أحفاد الرسول أو كتيبة خالد بن الوليد و رؤية أعمالهم من قتلٍ وتفجيرٍ وتكفيرٍ واباحةِ الدماء واغتصابِ النساء امتلك خبثاء القوم  الحجة لتبرير تسويق انتاجاتهم المسيئة للرسول , لكن أرجوكم انتبهوا إلى أمرٍ مهم يا سادة !! هذا الفيلم لا يسيء للرسول لأن الرسول لن يطاله من فعل الإساءة هذا شيء إلا أنه سيسيئ لأمته كلها التي  يصورونها ويقدمونها بناءً على ما  يرونه من  أفعال طائفةٍ مجرمة  منها تربأ ضواري البراري بنفسها عن الإتيان بمثل أفعالها. حينها يصير أمراً  طبيعياً أن يتطاول السفهاء على حضرة رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام عملاً بعكس القول المشهور:" إن كان صاحب الدار طبالا فشيمة أهل البيت الرقص والهرجّ" ليصير إذا كان هؤلاء القوم قتلة و ارهابيين فشيمة نبيّهم الإجرام و الفسوق( حاشى رسول الله).

نحن بكل أسف لم نرقص مع الذئاب في الفيلم المشهور ولكننا رقصنا مع حثالة البشر وبدل أن يكون عندنا راقص ديسكو صارعندنا راقص سياسي وراقصاخونجي وراقص سلفي وراقص وهابي وكلهم احترفوا بفضل الله و بحمده حِرفة الخلعّ الولادي لعقولهم وامتهنوا صنعة الخطابة والتدين لأنه بات الطريق الأسهل  للمال والشهرة لكن أبعدها عن الجنة .حين سألوا ممثلة وراقصة عن موضوع عملها في الأفلام في ظلّ الشريعة الاسلامية التي سيطبقها الاخوان المجرمين , قالت لن يتوقف العمل ولا التمثيل فهم سيخرجون أفلام دينية وهي هذه الافلام هم بحاجة الى كفار بكل تأكيد. وهذا ما يحدث فعلاً!! لأننا علينا من اليوم أن نمرن عضلاتنا الجسدية على الليونة لأننا في زمن الخاصرة الرخوة والتسيبّ الرخيص والتخلف الديني والانحلال الجنسي , وفي النهاية نحن كفار في نظرهم الضعيف ونحن مجرد مارقين على الاسلام لا أقل ولا أكثر وسنصبح معرّضين دوماً لتطبيق شرع الله واقامة الحدّ علينا لأنهم هم فوق شرع الله وهم المختارون لدين الله وهم حماة الاسلام ودعاة السلام ونحن الكفرة الذين لم يرضوا أن يكونوا نعاجاً يأتمرون بكلامهم الغبي وهذا فقط لأننا نملك عقولا أكثر مما نملك ذقوناً , ونملك أخلاق طويلة أكثر مما نملك ثياب قصيرة.  نحن الكفرة الذين لا يعرفون الرقص على مسارح تخلفهم ولا على خشبة فتاويهم السخيفة , نحن الكفرة الذين لم يتعلموا الهزّ في صالونات التعصبّ الفكري ولا في التشددّ الديني ولا حتى في الرخاء المزريّ . نحن الكفرة وهم أولياء الله على الأرض, نحن الزناديق وهم الصناديد , نحن أحفاد أبي لهب وهم أحفاد الرسول .نحن من لا نفهم شيء في أي شيء وهم الذين يفهمون كل شيء في أي شيء ...؟؟

اليوم سأشتري بدلة رقص عربية مرصّعة بالأفكار الوهابية ومزينة بفتاوي الجهاد والقتل والذبح وسأضع في قدمي خلخالا عريضاً يليق بعرضّ مفاتني الانبطاحية وسألبس حجابا شرعيا لرأسي يحجبّ عقلي عن استيعاب الأفكار الاسلامية الصحيحة , فكلامهم على ما يبدو أصحّ من كلام الرسول وأحاديث الرسول عندهم صارت حالة مزاجية " حسب السوق بنسوق " فيوما يكفروك ويوما يألهوك ويوما يقيموا عليك الحدّ ويوما يقيموا عليك الحداد , والمنظر العام يبشرّ بثورة حضارية ترجعنا بإذن الله ألف عام الى الوراء حتى نعيش في الخيام ونرعى الابل ونقضي الحاجة في الخلاء وليس بعيداً عنهم أن يفتي أحد خنازيرهم أن الرسول كان يُخفي وده لليهود ويدعو لهم في صلاته كما أفتى خنزيرهم الأعظم ذاك القرضاوي بأن الرسول لو كان حياً لوضع يده بيد الناتو ,وليس مستغرباً أن يأتي اليوم الذي ندعو فيه في حرم المكة على الفلسطينين المجرمين الذين يؤذون مشاعر اليهود والصهاينة ويحرمونهم أبسط حقوقهم الشرعية في ابادة الشعب الفلسطيني كله عن وجه الأرض .

على حافة الوطن

يبدو أن الدين لم يعد لله بل صار لخنازير الأمة المتأسلمين
والوطن مجرد جملة فعليّة فاعلها الحاكم والشعب مفعول عليه
والرقص على وحدة ونصّ مباح وشرعيّ بعد الساعة الواحدة

بلال فوراني

الخبر برس _ الاخبارية اللبنانية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شاركني برأيك .. ودعني اسمع صوتك