الاثنين، 28 مايو 2012

كلّ غائب معه عذّره.. إلا أنتِ معكِ قلبي ..؟؟





صباح الغائبة عني .. ولا أعرف أخبارها
صباح اليوم الذي يموت كل ساعة أمامي
صباح الفقدّ الذي لا يذكّرني إلا بكِ ويهدّهدّ على حنيني
صباح الهزيمة التي تعلنّ نصرها على شوقي وعلى نبضّي
صباح الضعفّ واللهفة والانتظار والترقبّ والتوجسّ والتأملّ
صباح لا يتأخر على قتلي أبداً ..ينهشنّي بكل حبّ ويرميني كعظّمة مُهترئة..؟؟
أين أنتِ أيتها الممتدّة من أقصى شمال صدري
أين صوتكِ .. أتوضأ منه وأصّلي ركعتّين في الصمّت
أين قلبكِ .. أتكومّ عليه كطفل صغير تناسوا أهلهُ أن يفطّموه
أين روحكِ .. أرتديها فقد طالني بردّ الانتظار وتركنّي شاحباً مهجوراً
أين عيونكِ ..تنفضّ غبار الشوقّ عن عيوني وتقولُ لي لا انفصّام لنا بعدّ اليوم
أين أنتِ يا امرأة ..أثرثرّ في حضورها.. وأهلوسّ في غيابها..وأتعفنّ بدونها ..؟؟
يا رفيقتي وصديقتي وحبيبتي وكلّ الصفات التي تليقُ بكِ
إني رجل على بعدِ شهقّة واحدة من غيابّك المريرّ وأتبخّر
إني رجل على مرّمى شوق واحدّ ويعشّعشّ فيني الصّدأ
إني رجل على مسافة وجعّ واحد من بَعدكِ ..وأتيبسّ
إني رجل ..أتمزّق ..أتبعثّر ..أتحولّ الى كوّمة من الترقبّ
فتعالي بأيّ صفة تُحبين.. وبأيّ لقبّ ترتدّين ..وبأيّ كذبّة تُريدين
فقط تعالي
فكلّ صباح بدونكِ يُحيلني بكلّ بساطة الى رجلٍ غارق في العتّمة..؟؟
\
/
على حافة الوجع
وجودك يا أغلى الناس
يعقدّ صلحاً بيني وبين نفسي
ويفضّ أي معركة محتملة على هزيمتي …؟؟
بلال فوراني

الخميس، 24 مايو 2012

وصيتي لكم .. حين أواجه الموت مرة أخيرة …؟؟ وصيتي لكم .. حين أواجه الموت مرة أخيرة …؟؟






حين تواجه الموت .. تصير الحياة مجرد لحظة عابرة في حياتك
حين تواجه الموت .. تصبح أنت مجرد ورقة تلعب بها الريح دون ارادة
حين تواجه الموت .. يصير كل شيء رخيصاً وتافهاً ولا قيمة له ولا هم يحزنون
لا أعرف تماما كم مرّ على ذاكرتي من مشاهد عشتها وأنا أواجه الموت بطريقة درامية
لأول مرة أشعر بالرهبة وبالخوف وبالذعر والضجيج المزعج الذي ملأ كياني
والطنين الذي احتلّ أذناي لم يفارقني أبدا وكأنه مصر على اقامته في رأسي
لم يكن الانفجار بعيدا كثيرا عني .. فلقد رماني خمس أمتار بعيدا عنه كأنه يبصقني
رغم أني كنت بعيد عن السيارة المفخخة ما يقارب الخمسين متر إلا أنه رماني بكل وقاحة

لا أذكر تماما ما الذي حدث
كنت مارا بالطريق بعد أن قررت أن أشتري علبة سجائر
اشتريتها كالعادة وعدت من طريقي المعتاد الذي يمتد حول الحديقة
بيتنا قريب من حديقة عائلية ولها سوار طويل وكبير وفيها الكثير من المقاهي
مشيت كعادتي .. خطى ثقيلة .. أنفاس مرتبكة .. قلب دوما ينبض بلا داعي
وفجأة دون سابق انذار ولا حتى إعلان مكتوب عن حضوري لحفل التفجير هذا
شعرت بالأرض اهتزت من تحتي .. وشيء أكبر من احتمالي رؤيته أعمى عيوني
وتيار شديد من الهواء الساخن لفحني وأمسك بي كأني صديق له ورماني فوق الأرض
لا أتذكر أن قميصي تمزق .. ولا جلدي تسلخ .. ولا قدمي ارتطمت بحجر قاسي كان ينتظرني
كل ما أتذكره ..كرة نارية تلتهب أمامي .. تتعاظم في الكبر .. تتعاظم في النمو .. ودخان أسود
وطنين خرق طبلة أذني .. ولم أعد أستوعب ما حدث .. فقد كان الصوت أعلى من تفكيري بشيء
في هذه اللحظة تماما
رأيت ما لم أراه في حياتي كلها .. وكأني كنت احتاج الى صفعة قوية كي أستيقظ من وهمي
كنت أحتاج الى رفسة حافر .. او لطمة قدر .. كي أنفض غبار اللامبالاة عن حياتي وعن عمري
مشهد غريب مرّ على رأسي وكأن المخرج أصر على إعادته ألف مرة في خيالي
رأيت جنازة وأنا محمول فيها .. ولكن لا أحد يمشي ورائها
رأتيني وحيدا مرفوع على أكتاف ست أشخاص فقط
ولا يوجد من يشيعني ولا يخبر الناس أني مت او قتلت
من سيخبر تلك البعيدة عني في أقاصي الأرض ان بلال قد مات
من سيخبر تلك العاشقة التي كتبت فيها ما كتبت أن بلال قد مات
من سيخبر الأم التي رضعت من صدرها أن حليبها قد مات
من سيخبر ذاك الرحم الذي خرجت منه أن إبنها قد مات
من سيخبر ثيابي أنها صارت يتيمة
من سيخبر قرائي أني انخرست للأبد
من سيخبر غرفتي أن عاشقها قد رحل
من سيخبر سجائري انها لم تكن السبب في موتي
من سيخبر أعدائي أني كنت أحبهم أكثر من أصدقائي
من سيخبر أصدقائي أني كنت أخافهم أكثر من أعدائي
من سيخبر تلك القطة التي أطعمها كل يوم أنه لم يعد هناك طعام
من سيخبر ذاك الببغاء الذي ينادي باسمي أنه ما عاد هناك أحد بهذا الأسم..؟؟

أصدقائي وأعدائي على السواء
هذا بيان رسمي مني تحسبا لأي موت طارئ يأتيني بشكل خاطف
واحتياطا لأي تفجير جديد قد أواجهه ولا أعود منه كي أروي لكم ما حدث

صدقني
ليس مهما أن يكون لك قضية حتى تدخل السجن
فربما تعيش في سجن أكبر فقط لأنك لا تملك قضية
ليس مهما ان تكتشف نفسك بعد كل هذا العمر الطويل
فربما تكرر نفسك كل يوم كنسخة رديئة عن هذا العمر
ليس مهما كثيرا ان لا يكون لديك حلم تتعلقّ به كل ليلة
ولن تحتاج ان تبني حواجز اسمنتية حول سريرك كي لا يغتالوك
ليس مهما كيف تعيش حياتك ولا حتى متى تعلمت ان تعيش حياتك صادقا
المهم ان لا تكون أنفاسك مجرد فائض زائد عن سعالهم المحقون بالكذب ..؟؟

لا تغفر أبدا لمن مارس عليك الموت في حياتك
لا تنسى أن تكتب يوم ميلادك على شاهدة قبرهم
لا تلغي ذاكرتك يوما فقط لانهم صادروا مساحة فيها
لا تكابر على وجع استفاض فيك كي لا تزعجهم بكحتك
لا تخاف على نبض قلبك لأن أجهزة استشعار الغدر صارت معطوبة
لا تصمت لأن كلامك لا يعني الحضور والصمت عملة ذهبية زائفة
لا ترضع حبا فاسدا فقط لأن العبوات الجاهزة تحوم حولها الشبهات
لا ترمم وحدتك بأشخاص عابرين وتزينهم بالفراغ المستورد من وقتهم المزدحم

حين تحبّ.. كن مجنونا لدرجة التطرف ولا تبالي بالنتائج ولا تحليلات المخابر
حين تبكي .. املأ الدينا صراخا وضجيجا ولا تهدأ في وسط الزحمة الخانقة
حين تغضب .. اكسر كل ما حولك واخدش السلام بأظافرك..ولا تهتم
حين تتكلم.. قل ما عندك الآن ولا تضع باقة ورد على قبر اللحظة التي فاتتك
حين تموت.. ابتسم وغادر الدنيا مسرعا لأنك اشتريت الحياة ” بحزن ” نية ..؟؟؟

\
/

على حافة الوجع

معذرة منكم لم أتقصد الإزعاج أبدا
كل ما في الأمر أني حين شعرت بدنو أجلي
توجعت لأن حبيبتي لن تعرف أنها صارت أرملة ...؟؟

الخميس، 17 مايو 2012

أنثى تحترق .. في رماد سجائري ..؟؟



*
**
تُثيرها سيجارتي وأنا متكوّم على السُرير
أنفثُ دخاني وجنوني بكلّ عنفّ
وأُحرقّ أنفاسي وأنا أرمُقّها باشتهاء
تتراقصّ أمامَ المرآة بكلّ اغراء
تتخنجّ عليها وهيَ تقفّ مثل الألفّ
وتعطيني ظهرّها العاريّ المكشوف
وتُغريني بسلّسّلة عمودها الفقّري والكتفّ
وتغمزّني بعينها الوقحّة بكلّ جرأة
وتعضُّ على شفتّها المنّطفأة
حتى أشعرّ بأنّ قلبي سيقفّ …؟؟
أشعلّ سيجارتي الثانية
وأنا أضرمّ حريقا مسعورا في السرير
وهي تُشعل على جسدها كلّ الحرير
تفركّ بأصابعها صدرها
وتنظر لي فاردة شعرها
وترفع بكل خبثّ طرفِ فستانها القصير
فتصيُبني رجّفة تخترقني مثلَ الزمّهرير
فأدوخ.. واترنحّ بعطّرها المثير
فأشفطّ بقيّة سيجارتي بكلِّ شراهة
وأسّحبها منّ يدِها بكلِ سفاهة
وقطا وحشّيا على صدرها أصير …؟؟
أتشممّها كأنّي صّياد وهيّ فريسّتي
أحومُ حولَ نهدهّا وأستشكف طريدتي
وأرمقها بعيوني الجائعة
وألعقّ أرنبة أذنها الرائعة
وأقضمّ عنقها وأدعكّ خدّها بلحيتي
شيطان أنا
قدّيس أنا
تصرخّ بكل وجعّ وأنا لا أسمعّ
احتلالٌ لا يعرف غير أنّ يقمّع
أرتكب فيها بكلّ خبث جريمتي
وأمارس عليها جنوني وساديتّي
وأتركُ للبركان فيها أنّ يطلعّ
وأنفث دخاني على نهدّها
وأبلع ريقي من بعدهّا
فلا شهوتي فيها تشفعّ
ولا هي من جنوني تشبعّ… ؟؟
\
/
على حافة الشهقة
أنا .. رجلّ مجنون جدّا.. يجيّد تماما الغوصّ والغرقّ
وكيف يدخنّ سجائره على صدّر امرأة لا تنطفأ من الشبقّ …؟؟

بلال فوراني

الأربعاء، 16 مايو 2012

في الليل أرقّ .. وفي الصباح قلقّ ..؟؟




تعاندني المخدة فلا هي تهشّ على النعاس
ولا تعطيني فرصة الصلّح لحظة مع النوم
كلّ هذا النعاسّ الذي أحمّله في خافقّي
لا يكفي أبداً بعقدّ صفقّة نوم مع مخدّتي
ربما صار النوم ثمنهُ غالي جداً
ككلّ شيء غالي حين يزداد الطلبّ عليه
ككلّ سُهاد يحاول أن يدفع فاتورة السهّر
فلا يجدّ ما يدفعه .. سوى أنا
كوجبة جاهزة ومجانية للأرقّ ..؟؟
أتسكّع في أرصّفة فكري
وأدخلّ الى مقّهى شعبي
أطلبُ قائمة المشروبات المتوافرة
فلا أجدّ أي فنجان للنوّم السريع
ولا كأس نعاس مخلوط بالتثاؤب
ولا حتّى اغماضة عين تشفي تعبي ..؟؟
مخدّتي تحملّ رأسي المحشو بالهموم والأفكار
وغطائي مصرّ على تجعيدي وكرمّشة جسّدي
وسريري يلفظّني كمضغّة غير مرغوبٍ فيها
يا الهّي صرتُ مثلّ مغارة علي بابا
ولا أجد لصّ واحد يسّرق الأرقّ مني …؟؟
\
/
على حافة الوجع
أغطي وجهي ..فتتكشف ساقاي
أستر قدماي ..فينفضح رأسي
يا الله رحماك ..كل هذه العتمة
لا تكفي رجلا واحدا لينام ..؟؟
بلال فوراني

الاثنين، 14 مايو 2012

لاجلك يا فلسطين يهون الجوع



*
**
نحن شعبّ لا يهزّنا قهرّ ولا سجّن ولا جوع 
نحن من علّمنا الكونّ بأكمله عدّم الخضوع 
نحن إتحادّ الاديان، مسّرى محمد، وقيامة يسوع 
نحن منّ صرخنا لتراب فلسطين، اليكِ لا بدّ الرجوع
نحن من كسّرنا الاقدام عزيمة.. لا هرباً ولا ضعفاً ولا وخنوع
نحن من خذلتنا الامم والعربّ والربّ.. زوالعتب عليهم مرفوع
نحن شعبّ ملعون ..مطرود .. مقهور وفي العراء مدفوع
نحن الغصّة في صدّر كل عربّي على الحقّ موجوع
نحن من بصقّنا على الذلّ بكل فخرّ
وقلنا لرغيف الخبزّ .. يا مرحباً بالجوع ...؟؟


بلال فوراني

الأحد، 13 مايو 2012

لماذا أكتبكِ .. سؤال فقير يتوسّل الاجابة ..؟؟





كيف أكتبكِ وأنتِ تُربّكيني بحروف إسّمك
كيف أُهجّيكِّ والأبجدّية تتلعثّم في خُطاها عندكِ
كيف أُناديكِ وحنّجرتي مُصادّرة وصوّتي موّقوف
كيف أسّتجّديكِ وأنتِ امرأة عصيّة على ياء النداء
كيف أسّردكِ وأنتِ المفرطة في الفتنّة والحضور
كيف أسّكُنكِ وقلبي لاجّئ عاطفيّ على حدودِ نبضّكِ
كيف أكونُ أنا يا أنا ... إنّ لم تكوني أنتِ يا أنا
فعلّ مُضارع دافئ... يضّخُ فيني الحياة ..؟؟

أنتِ امرأة لا تُحصّى .. ولا تُعدّ
أراكِ على طرفِ شفتي ترقصين وتختالين بشهقاتي
تزّرعين البسّمة تارة وتضرمّي الحرائق تارة أخرى
تزاحميني على كتابتك في قصيدة من اليسار الى اليمين
أراكِ مغروسة في سطري وقصيدتي .. وصدري وتنهيدتي
في صباحاتي اليتيمة بدونكِ . وفي صوت فيروز الحزين
في ارتجافي وارتباكي واندهاشي وانكساري وعنفواني
في كل شيء يتركني مثل سؤال مهشمّ تعانقهُ اشارات التعجبّ ..؟؟

أكتبكِ كي أختصّر على نفسّي .. عمراً قبيحاً أعيشهُ بدونكِ
أكتبكِ كي أقبضّ على أول ضحكة تفرُّ من شفتيكِ على عجلّ
أكتبكِ كي لا أهترئّ ولا أتجعّد ولا أنّطفئ ولا أصير نسيّاً منّسياً
أكتبكِ كي لا أتجزأ ولا أتفتّتّ ولا أصيرُ كوّمة إنّسان وأحزان
أكتبكِ كي لا أضيّع السببّ في مولدّي ولا أنسّى الهدفّ منّ موتي
أكتبكِ كي أنهمّر عليكِ مطراً وحبراً وأفيضُ بكِ ولا أستفيضّ منكِ ..؟؟

صدقيني لا أحاولُ أن أكتبكِ كيّ أهجرّ ذاكرتي التي تنّمو بكِ
أكتبكِ كي أتحسّسّ الجرّح وأطمئنّ أنّ أوجاعي مازالت بخير
وأتركُ كل أبوابي مشرّعة لهبوبِ أي لفّحة شوقٍ منكِ
أكتبّ كي أتهجّى غيابكِ على مهلّ شديد لا يسبّق شهقتي
وأعُيدُ لحرفي نشيجه وضجيجّهُ وصخبّهُ ونحيبّهُ وجمالهُ
أكتبّ كي لا أفقدكِ ..كيّ لا أفقدّني ..كي لا نفقدّ بعضنا
أكتبُ كي أحبّكِ أكثرّ.. وأعيشُ أكثرّ.. وأموتُ أكثرّ ..؟؟

\
/

على حافة الوجع

لأنكِ امرأةٌ لاتُحصّى
عقدّتُ العزّم على لمّلمتكِ حرفاً حرفاً
حتى تبلغُ الابجدّية نصابّها ...ويكتملّ نُضجّي ..؟؟


لماذا أكتبكِ .. سؤال فقير يتوسّل الاجابة ..؟؟
بلال فوراني

السبت، 12 مايو 2012

رسالة إلى أنثى.. ما زالتّ كمحطّة تأخرّ عليها القطار ..؟؟





أعذريني جداً .. وجداً أعذريني
فما زالت أبجديتي لا تتوقفّ عن الخفقّان بنبضّكِ
ومازالت لغتي تذوبُ حنيناُ لقواعدكِ الاملائية
وما زالت أسئلتي في غيابكِ تنتهي باشارة حمراء
وما زالَ سطّري يلويّني وجعاً كلمّا تفاديتُ كتابة إسمكِ
وما زلتُ على حافة وجعي كما تعرفيني
رجل ٌجاءَ متأخراً كي لا يتجاوزهُ أحدّ …؟؟
أعذريني جداً .. وجداً أعذريني
فأنا متعبّ من النهايات القبيحة التي تلوكنّي بلا رحمّة
وأنا مرهقّ من خطواتك المستقيمة في طريقي الأعرجّ
وأنا منهكّ من غيابك ومنهك أكثر من غدّر حضورك
فاعذريني ياوردتي البعيدة
ما عدتُ قادراً على تقزّيم أحزاني ولا تقليّص خيباتي
ما عدتُ قادراً على رسّم ابتسامة باردة على وجّهي المعجّون بالدمع
لقد طالنّي الأرق والقلق.. وصرتُ حلماً مسوّراً بسرير مشلول
ويبدو أن الحزنّ يترصدني خلف الباب
ويبدو أني سأموت على بعدِ شهقة …؟؟
أعذريني جداً .. وجداً أعذريني
كنتُ أتمنى لو أني سليمان يأتيني الهدّهد كل يوم بالخبر اليقين عنكِ
كنت أحلم أن أصيرُ موسى أشقّ البحر بعصايّ كي أختزل المسافة بيننا
كنتُ أشتهي أن أكون عيسى كي أحييّ كل لحظة تموت بيننا دون أن نشعر
كنت أودّ أن أصيرُ محمداً .. كي أتممّ مكارمُ العشقُ وأرضُى لكِ حبُي ديناً
إلا أنُي يا حبيبتي بكل أسف .. سقطتُ في غواية الشياطين ووسّوسّة إبليس
وصرتُ مطروداً من الحياة .. وكأني حين أردتُ أن أكون نبياُ مرسلاً
صرتُ بكل أسف .. دجّال أعور ….؟؟
\
/
على حافة الوجع
أعلمّ أني أوجعتكِ كثيراً كثيراً
وأني غرزتُ أظافري في عنقكِ كثيراً
وأني ركلتكِ حين أردتّي أن تضمّيني الى صدركِ كثيراً
وأني رجل عاقّ جدا .. وغاضب جداً .. وحزين جداّ
ولكن إعلمي تماماً
أني رجلٌ أتفّحمّ حباً وعشقاً وجنوناً لكِ .. كثيراً كثيراً كثيراً ..؟؟

بلال فوراني

متعب يا أمي .. فاقتليني كي أرتاح ..؟؟





متعب يا أمي
متعب لدرجة أني لا أريد أن أفعل شيء سوى الموت
الموت في كلامي والاختناق بحرفي والشنق على سطري
الموت في صرخة ابتلعتني ولم تعطيني كرم الضيافة في الهدوء
الموت على سرير بارد من الاهمال وغطاء قاسي من اللامبالاة
الموت كي أقول في صدري وما ظلمكم ربكم ولكن كنتم أنفسكم تظلمون ..؟؟
متعب يا أمي
وكأن كل الدنيا تآمرت على مقتلي برعاية سماوية من الله
وكأني صرتُ مترهلاً للدرجة التي لم يعد الكيّ ينفع في استقامتي
وكأني هرمتُ قبل موعدي وكبرتُ قبل أن أصير طفلاً جميلا تفتخري برجولته
وكأني لستُ منسوبا للمكان ولا الزمان وصرتُ ريشة تلهو بها الريح كيفما شاءت
وكأني مريض أتظاهر بالقوة أمامك ولا أكف عن الضحك كي لا تشعري بحزني ..؟؟
متعب يا أمي
من الوجوه التي ضحكت أمامي وهي تهزأ مني .. بأقنعة حقيرة
من القلوب التي شاركتني النبض كي تشبع مني .. بأحاسيس مزيفة
من الاجساد التي أبحرت معي كي ترتوي مني .. بشهوة مهترأة
من الاصدقاء الذين ضموني وهم ينوون طعني .. بنيّة سيئة
من كل شي جعلني متعباً حتى أشتهي أن تربتي بيدك على كتفي ..؟؟
متعب يا أمي
أعطيني رحمك الذي نمت فيه تسع أشهر قليلا
كم أشتهي المبيت فيه ليلة .. ساعة .. دقيقة .. ثانية
أعطيني صدركِ كي أرضع دون أن أسأل من أين الله يرزقني
أعطيني حضنكِ كي لا أشعر بالبرد الذي يفترس مفاصلي الهزيلة
أعطيني يديكِ.. أقبلهما .. وقدميك أسجد عندهما كي أشم رائحة الجنّة ..؟؟
متعب يا أمي
ويبدو أن وقتي قد حان للرحيل ما دام هذا الغراب لا يفارقني
ويبدو أني على بعد شهقة كي أرتب أوراقي وأهديكِ عطر وداعي
ويبدو أني لم أزلّ طفلاً ..كبرتُ في غفلة عنكِ وصرت رجلاً قابل للكسّر
ويبدو أن الحياة لم تكن كريمة معي كما كنتِ أنتي .. فسامحيني لرحيلي البخيل
واعذريني جداً لأني شعرت بأني أمان اللحظات ولم أكن سوى عقرب في الساعة ..؟؟
\
/
على حافة الوجع
أبوحُ لكِ بكلّي بدون خوف وبكل وضوح
قلب مطعون وجرح مستهلك وحلم مكسور
كيف أستعمله من بعدك .. كيف أنمو من دونك
بكل وضوح
أموتُ كلّي …؟؟

بلال فوراني

حين تعشق الأنثى .. يصير الجنون مجرد وجهة نظر ..؟؟





تتسللّ مثلَ القطَة خارج بيتها في آخر الليل
فقط كي تشتري رصيداً تستطيعُ أن تسمع صوتي فيه
تتحججّ بألف حجّة للناس وتخلقّ من الاعذار شلالات
فقط كيّ تختلّي بي لساعة أو دقيقة أو لحظة
تتحايلّ على ابليس كيف يسعفّها بوسّوسّة جميلة
تقدرّ فيه أن تراودَ الجميع عن الاهتمام فيها
كيّ تهبنّي كلّ اهتمامها بكيدّ النساء العظيم
وتقول في سرها
أيها الحبيب لو تدري ما أفعل لأجلك في عطشي
لصليت على صدرك صلاة الاستستقاء كل يوم …؟؟
تتحسّسّ هاتفها وتلمسهُ كأنها تستنطقهُ كيّ يظّهر اسمي
تتلوّ تعاويذ الحنينَ عليهِ كي يرنّ ولو مرة سهواً
تشعلّ بخور جنونها وهذيانها على رسائلي
تقلبّهم ذات اليمينِ وذات الشمال
تقرأهمّ من الاسفل الى الاعلى
تتحدى جاذبية حرفي على جوالّها
تتنهدّ .. تبلعّ ريقّها عطشاً لي
وتقول في سرّها
أيتها النفسّ الولهانّة والعطشانة
ارجّعي الى حبيبكِ راضّية مرضّية ..؟؟
أحبُّ جنونها .. وتمردّها .. وثورتّها
فالحبّ لا يعرفُ صالونات العقل والأدب
ولا ينامُ في سريرٍ من الرزّانة والحكّمة
وهيّ مجنونة حتى ترمي الدنيا وراء ظهرها لأجلّي
وتعقدّ الصوّم عن الرجال لأجلّ نبضّ قلبّي
وتحرمّ على جسّدها شهوة بدونِ توقيعي
وتقول في سرّها
يا معشرّ الرجال لا تثريبَ عليكمّ بعد اليوم
اذهبوا … فأنتم مجرد طلقاء من بعدِ حبيبي …؟؟
\
/
على حافة الوجع
الحبّ.. يهزّنا .. يزلّزلنّا ..يفجّرنا
يعقدّ غيبوبة مع العقل السليم
ويتركّنا نمارس أفعالَ المجانين
ونؤمنّ حينها فقط أنّ القناعّة في الحبّ
فقرّ .. لا يرحمّ …؟؟
بلال فوراني

هاتف بارد.. وقلب ينبض في الطرف الآخر …؟؟





لا أستطيع الاعتراف ..
أني لا أكره الهاتف …
كلما حاولت الوصول اليها ..
كلما عطشت لسماع صوتها ..
يصفعني المجيب الآلي ..
أن الرقم المطلوب خارج نطاق التغطية ..؟؟
كم أكره أن لا أكون ضمن التغطية ..
كم أشعر بالبرد في غياب حرارة هاتفها …
تنتابني موجة جنون بالقلق عليها ..بالخوف عليها ..
أشعر بأني صرت منعزلا عن الحياة بدون صوتها ..
كم أكره الهواء الذي لا ينقل لها ذبذبات نبضي ..
كم أكره اليابسة التي تفصلني عن رؤيتها ..
كم أكره أن لا أعرف أين هي الآن ..
أنفاسها موجودة في مكان ما بالتأكيد ..
دقات قلبها تضرب أمام بعض الناس بالتأكيد ..
هناك من يسمعها ..
هناك من يحدق بها ..
هناك من يقول فيها غزلا ..
هناك من يحاول الوصول اليها ..
هناك من يظنها فريسة سهلة …
وأنا هنا أعتصر وجعا لأني خارج التغطية ..
وأفتعل مشكلة بالضغط على أزرار هاتفي السحرية ..
وأتشاجر مع الخطوط السلكية واللاسلكية..
وتغلي في عروقي كل خلايا رأسي العصبية..
وأقسم أني لن أعاود الاتصال بهذه الغبية ..
ثم يصدمني طنينا آتيا من الهاتف …
يخبرني باستهلاك شحن البطارية ..؟؟
\
/
على حافة الوجع ..
كسرت الهاتف اللعين وأرتحتُ من المجيب الآلي ..
الآن أناديها ثلاث مرات في سري..
فيجيبني قلبي…أكتمل الآن شحنّ نبضكّ ..؟؟
بلال فوراني

تعالي يا سيدة الحرائق .. وأطفئيني …؟؟




ثائرةٌ أنفاسّك
ترتطمّ على صدّري ولا ترتدّ
لُهاثكِ المحمّوم يسيلُ مثلّ الشلال
وأنا أكتّمهُ معكِ بين صدٍّ وردّ
أزحفُ على نهدّكِ المجنون
وأقطفُ منه الفلّ والورد
وأنهشُ الكرزّة المتفجّرة
وأشربُ منّها رحيقُ الشهدّ
وأقضّمها بأسنانّي المجنونة
وألّهو بها بين ضمٍّ وشدّ
وأمارسُ عطشّي عليكي
وأحتلّكِ من كلِّ صوبٍ وحدّ
فتعالي
أقتحمّك .. أخترقّكِ .. أستوطّنكِ
أُشعلّ الحرائق بين الحوضِ والفخدّ
وأسقيكي ماء رعشّتي ورجفتي
مرة.. مرتين .. حتى أنسّى العدّ
فتعالي
أنتِ إمرأة مُنهكّة من الشبقّ
وأنا من يروّيكي بماءِ الورد ّ…؟؟
\
/
على حافة الشهقة
أنا التنهيدة المحمومة في صدركِ
فتعالي دثّريني بشفتيكِ واهدأي …؟؟
بلال فوراني

يوسف ايها الصدّيق .. ما أكذبّك …؟؟؟





يوسف أيها “الصدّيق” أفتنا في رؤية سبع مستحيلات
أخبرنا عن وطن يمارسوا عليه الارهاب والقتل والمؤامرات
أخبرنا عن وطن نستيقظ فيه كل صباح بالقتل والتفجيرات
أخبرنا عمن يفجر نفسه ويمارس الارهاب باسم الديانات
اخبرنا عمن يدعو للتسليح والقتل عن طريق الفضائيات
أخبرنا عمن لا يكف لسانه ولا ماله من قتل المسلمين والمسلمات
اخبرنا عمن دنّس إسم المسيح ومن هدمّ الكنائس والصومعات …؟؟
يوسف ايها الصديق أفتنا فيما يحدث بيينا
أي حرية قذرة لا تأتي إلا بالدم والقتل والاغتيالات
أي سلمية يحملوا فيها السلاح والعبوات والمتفجرات
أي ديمقراطية لا يفقهوا فيها سوى مسح الاخر بكل الحالات
أي همجية وصلوا فيها ليقتلوا الأطفال والاباء والأمهات
أي وحشية تبررّ القتل بدم بارد وسفك الأعراض والمحرمات
أي دموية يستبيحوا فيها دم الشارع السوري البريء بكل الأوقات
أي منهجية تقول اقتل وفجّر نفسك وستجد في استقبالك الحوريات …؟؟
يوسف ايها الصديق أفتنا فيما يحدث
ما بال لسانك تكممّ ..وهربت منه الكلمات
ما بالك لا تلقي نظرة على اصحاب الفتاوى والعمامات
أفتنا في أولاد العاهرة الذين يطالبون قصف سوريا بالطائرات
أفتنا في أصحاب اللحى الذي يكفرّون كل من يخالفهم في المعتقدات
أفتنا في ابناء القردة الذين يطالبون بحرية القتل والاغتصاب والانتهاكات
أفتنا في من يتطاول بلسانه على اعراضنا وهو ابن زنا .. دمه من دم الحشرات
أفتنا في مجرم يقول الله أكبر .. وفي راقصة تقول وما توفيقي إلا بالله رب السموات
هل صار الرب مجرما وصار طبالا وراء الراقصات يمدهم بالتوفيق والرزق والهبات
أفتنا يا يوسف .. فوالله ما عدنا نعرف أي رب ندعو له .. وأي رب يمسحوا فيه المؤخرات ؟؟
يوسف أيها الصديّق ما بالك صرت أخرس..ساكت مثل الموميات
بربك لو قلت الصدّق الآن ..ألا تخاف أن يقتلوك باسم الحريات
ألا تخاف أن تصير شبيحاً لانك تخاف على الارض والوطن والكرامات
ألا تخاف أن يغتالوك برصاص قناصة أو تفجير احدى السيارات المارات
ألا تخاف أن يخطفوا اختك أو أمك ثم يطلبوا دفع الاموال و الفديّات
ألا تخاف أن يكفّروك ويعتبّروك رجسّ يستوجّب الغسّل من باب الطهارات
ألا تخاف أن تصير مهدّور الدمّ .. فقط لأن فتواك عارية من العهر والسفالات
يوسف لا تخاف أبداً .. فاخوتك رمّوك في الجبّ وأخوة سوريا رموها في المستنقعات
واخوتك ندموا على ما فعلوا .. واخوة سورية ما زالوا يرقصون على الدماء مثل العاهرات
اذهب الى ربك مطمئناً يا يوسف.. فمن عاش في سوريا … عاش مرتين ثم شهيداً مات …؟؟؟
بلال فوراني